*تصعب الكتابة هذه الأيام..
*ليس من تلقاء كل صاحب قلم…وإنما الذين لم تقس قلوبهم منهم..
*والسبب ظاهرة اغتيال أرواح…وآمال…وأحلام ؛ شبابية..
*وبصرف النظر عمن يقف وراء هذه الظاهرة فما يهمنا هو القتل بحد ذاته..
*فما من صاحب فطرة سليمة يمكنه التعايش معها..
*بمعنى أن يعيش حياته كما كانت قبلاً ؛ أكلاً…وشرباً…ونوماً…وضحكاً… و)كتابةً(..
*فقط من قلوبهم كالحجارة – أو أشد قسوةً – بمقدورهم ذلك..
*ورب العزة ذكر قسوة القلب هذه في كتابه العزيز….وصماًلبني إسرائيل..
*فقد شبه قلوبهم بالحجارة…ثم استثنى بعضاً من الحجارة هذه..
*فمنها ما يشقَّق فيخرج منها الماء…..ومنهاما يهبط من خشية الله..
*ولكن منا – هذه الأيام – من يستحق هذه الوصم أيضاً..
*وقبل أيام شاهدت مقابلة تلفزيونية – خارجية – مع اثنين من زملاء المهنة..
*أحدهما بالكاد تمالك نفسه – ودمعه – من شدة انفطار القلب..
*والثاني كان يتكلم عن القتلى وكأنهم محض أرقام باردة..
* أرقام تخضع للجدل الحسابي…والسياسي…والحزبي ؛ مثل أرقام الميزانية..
*وكأن المولاة تنزع عن القلب كل مضغ الإنسانية…فتقسو..
*والغريبة أنه يرتكز على موقف سياسي )ديني(…بينما الأول يُوصم بالعلمانية..
*مع أن الدين هو دين الرحمة…قبل أن يكون مطيةً للحكم..
*وربنا كتب على نفسه الرحمة…وبسببها أدخل امرأة النار لقسوتها على هرة..
*وأدخل رجلاً الجنة لعطفه على كلب..
*والذين يُقتلون الآن ليسوا قططاً ولا كلاباً ؛ وحتى هذه محرمٌ قتلها دونما سبب..
*ولا يهمنا من يقتل ؛ وإنما حديثنا عن المشاعر تجاه القتلى..
*لكن ذلك لا يعمينا عن الإشارة إلى بعض أهل الحكم من ذوي الشعور السليم..
*فمنهم – ومنهن – من تحدث عن القتل هذا حديث إدانة..
*وأبدوا من صادق العواطف ما يُحمد لهم…حتى وإن كانوا مطالبين بما هو أكثر..
*بينما آخرون – من إخوانهم – بدوا وكأن الأمر لا يعنيهم..
*فإن اضطروا إلى الكلام تكلموا مثلما كان يتكلم ستالين فوق جماجم ضحاياه..
*وللمرة المليون ؛ كلمتنا هذه بعيدة عن )من قتل؟(..
*وإنما الذي يهمنا الآن رصد مواقف ذوي القلوب الرحيمة…وذوي القلوب القاسية..
*ثم تأثير هذه الرحمة على الأولين…وانعكاسها على حياتهم..
*فلا يمكن أن يعيش حياةً طبيعية من يعايش كل هذا القتل بين بني جلدته من الشباب..
*وبالنسبة لأصحاب القلم…لا يمكنوا أن يكتبوا )طبيعياً(..
*واللهم لا تجعلنا من الذين قست قلوبهم…فتصير كالحجارة أو أشد قسوة..
*ولا حول ولا قوة إلا بالله !!.