*والجمعة يوم هروبنا من السياسة..
*ولكن لا الأحداث تسمح لنا بهذا الترف ؛ ولا القرود كذلك..
*فقردة جامعة الخرطوم انضمت أيضاً إلى ركب تظاهرات هذه الأيام..
*ودافعها الجوع…ولكن ربما ترفع سقف مطالبها قريباً..
*ربما ترفع شعارات )تسقط بس( في وجه إدارة الجامعة…واتحاد طلابها..
*وأعني الاتحاد المحفوف برعاية الدولة…لا الموازي..
*وهي – في هذه الحالة – قرود ثائرة ؛ في نظر المعارضين..
*ولكنها مخربة…ومدسوسة…ومدفوعة من جهات خارجية ؛ في نظر الحاكمين..
*ولا أدري كيف سيتم التعامل معها )رسمياً(..
*هل ستُواجه بالهراوات…والرصاص…والمطاردات…والغازات المسيلة للدموع؟..
*أم تُترك في حالها بما إنها لا تهدد عرش النظام؟..
*فالجوع كافر ؛ وهو لا يميز بين بشر…وطير…وحيوان ؛ سيما القرود..
*فهي أكثر الحيوانات شبهاً بالإنسان…وأقربها ذكاءً إليه..
*والدليل على ذلك إنها عبرت عن غضبها – جراء الجوع – بتظاهرات ثورية..
*أو بتظاهرات ثائرة…تم فيها تحطيم بعض )الممتلكات(..
*أما بالنسبة للطيور فإن لي قصة شخصية مع ثورة جوعها…وهي من نوع القُبرة..
*فقد درجت على إطعام )الجيران( منها كل يوم..
*واكتشفت أنها مثلنا تماماً ؛ تفطر…وتتغدى…وتتعشى..
*أو مثلنا كما كنا )زمان( ؛ أما الآن فمن يجد وجبة مشبعة منا في اليوم فهو محظوظ ..
*وذات يوم )رفعت الدعم( عنها جراء شواغل..
*ففوجئت بثورة ذات صياح من تلقاء حشد من القبرات الغاضبة…في محيط المكان..
*وأهل الإنقاذ الذين يستخفون بالجوع الآن نسوا أسباب انقلابهم..
*وعلى رأسها – حسب بيانهم الأول – الضائقة المعيشية التي يعاني منها الشعب..
*ومن قبلها كانوا يتظاهرون ، ويهتفون )إما العيش وإما الجيش(..
*ولكنهم الآن لا يرون ضوائق المعيشة سبباً للتذمر…والتظاهر…وسقوط الحكومة..
*بل ويرون الأمن – بافتراض استتبابه – مقدماً على العيش..
*رغم إن رب العزة يقول في كتابه )الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف(..
*وكل ثورات الشعوب تبدأ من العيش…وتنتهي إلى العرش..
*فالمطالب ترتفع سُقُفها إثر كل )عدم فهم( لحقيقة ما يعتمل في الصدور..
*ويتمثل عدم الفهم هذا في ردود فعل محفوظة..
*ردود أفعال لا يكاد يشذ عنها نظام من الأنظمة )المشابهة(…ولنقرأ التاريخ..
*وعود…وتهديد…وعنف…وحديث عن مؤامرات خارجية..
*بل إن من الأنظمة هذه من وصفت ثورة شعوبها )المحلية( بأنها مؤامرة )كونية(..
*والآن هنالك قرود )مدسوسة(…مدفوعة من جهات مغرضة..
*مع أن الأمر في غاية من البساطة ؛ فهي قرود جائعة…مثلها مثل آدميي السودان..
*وسبب جوعها تعطيل الدراسة بالجامعة جراء المظاهرات..
*والمظاهرات سببها الجوع !!.
