القراية ام دق
محمد عبد الماجد
في محاكمة البشير ..(تعرف أيه عن المنطق؟)
(1)
· والحوار الذي يدور الآن في الصحف والإذاعة والتلفزيون وفي محكمة الرئيس المخلوع خال من أية (جملة مفيدة)، وهو أشبه بحوار مرسي الزناتي (سعيد صالح) مع منصور عبدالعاطي (يونس شلبي) في مسرحية (مدرسة المشاغبين)، ومنصور عبد العاطي يفرز كل هذه الكلمات بدون جملة مفيدة واحدة: (أنا مستنيك أهو ..هو أنا..والـله العظيم يا جدع.. الجدع دا بيسمع حاجات غريبة..عمال يقول دا صحيحة يا جدع؟ ..هو إنت قلت أيه؟ ..وإلّا عملت أيه وإلا عملوا ليك أيه؟.. عمال بقول في الكلام الما عارفين نحن نقوله وإلا أيه يا جدع؟).. وحسبي أن ذلك ما كان يدور في استجواب الرئيس في محاكماته الأخيرة ومنصور عبد العاطي ينقل المشهد كما يحدث الآن: (إنت موش كنت معانا هنا وإلا رحت فينا؟..البتاع الإنت عملتها دي..أنا عارفها!!..البتاعة البشوفها في الكتاب..يا جدع..والـله العظيم..قول كدا الحاجات الإنت عملتها)..لا تستعجبوا من ذلك فهذا ما كان ينطق به يونس شلبي في المسرحية وما كان يحدث في المحكمة·
مرسى الزناتي يذهله هذا الذي يتفوه به منصور عبد العاطي ويقول موجهاً كلامه للجمهور: (الود منصور ما بيجمعش..أنا عاوز جملة مفيدة..قولي جملة مفيدة عشان أفهمها..يا خبر أسود : الود دا بتكلم لغات)..وهو نفس ما خرج البعض به ليشكك في قوى الرئيس العقلية، بعد أن تعرض لضغوط نفسية كبيرة – للأمانة لا يستطيع أن يتحملها (البشر) ككتلة واحدة ناهيك عن (البشير) كحالة.. خاصة أن الرئيس المخلوع صدم في أقرب الناس إليه.
(2)
· أجزم أن خصوم البشير وألد الأعداء له لم يتوقعوا او يتمنوا أن يشاهدوا الرئيس المخلوع عمر البشير، وهو داخل (قفص الاتهام) يجاوب على أسئلة القاضي التي توجه له، فلا تكاد أن تجد في إجاباته (جملة مفيدة واحدة) مثلما كان يحدث من منصور عبد العاطي كما أشرنا سلفاً.
· او هو كان أقرب لمرسي الزناتي (سعيد صالح) نفسه عندما كان يتحدث في المسرحية نفسها عن (المنطق).
· مرسى الزناتي كان يبرر (الشحتفة) التي فيها عندما كانت أستاذته عفت عبدالكريم (سهير البابلي) تسأله: (تعرف أيه عن المنطق؟).
· ويجيب مرسي الزناتي بعد (ملاوة) شديدة ويتحدث عن (المنطق) ويقول: (أعرف أن واحد لمن يضرب واحد في دماغه يوقع وما يختشيش.. منطق!!).. وهذا ما يأتي به إعلام النظام السابق الذي يحدثنا عن (المنطق) وما يختشيش!! ثم يضيف مرسي الزناتي: (هو دا المنطق وإلّا موش منطق يا متعلمة يا بتاعة المدارس؟).. فتقول له أستاذته عفت عبدالكريم: هو دا المنطق فيقول مرسي الزناتي: (أنا عارف كل حاجة بس مدكن!!) وهو يضع أصبعه على رأسه..عندها يقوم بهجت الأباصيري (عادل إمام) صارخاً: (هو دا المنطق؟!!)، وكأنه اكتشف الذرة مستغرباً ومتعجباً من (المنطق)، ثم يتجه نحو مرسي الزناتي معاتباً له: (إنت كنت بتذاكر من وراءنا)..وأراهن أن قيادات النظام السابق تقول نفس الشيء الآن للرئيس المخلوع بعد أن ضبطت كل تلك الأموال في منزله.
· أما إجابة بهجت الأباصيري بعد أن تسأله أستاذته عفت عبد الكريم عن المنطق كان هو في استنكاره وقوله: (هو في حاجة في المقرر اسمها منطق).
· بهجت شال (المنطق) تماماً من المقرر.
· ونحن هنا بين هذا وذاك – نشعر أن الرئيس المخلوع (مدكن) الكثير من (المعلومات والأسرار) في رأسه مثل (مرسى الزناتي) – ولنا من بعد أن نجادل أهل النظام السابق وإعلامه عن (المنطق) الذي يبدو غائباً تماماً في الساحة، حتى كدنا أن نقول قولة عادل إمام الشهيرة: (هو في حاجة في المقرر اسمها منطق)¿!.
· أما إجابات الرئيس المخلوع في المحكمة، فإن أصلح ما يمكن أن توصف به (دا إنجليزي يا مرسي؟).
(3)
· بِغم /
· إسماعيل عيساوي مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المُقال قال في تصريحات صحافية : (إنه كان أحق بالمنصب من غيره وفقاً لخبرته (42) عاماً في التلفزيون، وقال كما أنني زول مهني وخبير تلفزيوني والوحيد في السودان الحاصل على ماجستير الإخراج التلفزيوني حتى الآن ما في زول غيري درس هذا التخصص).
· ونحن نقول إن (خفافيش الظلام) لم تكن في حاجة لكل هذه المؤهلات والخبرات..ومهنيتك وخبراتك في التلفزيون تجعلنا نطالب بتشديد العقاب والحساب عليك بعد المحاكمة – إن فعلت ذلك بعد (42) سنة في التلفزيون.
· هذا أمر لا يفعله (ساقط إعدادية)!!.
· عودة جمال مصطفى هي الوحيدة القادرة على أن تجبر ذلك الضرر وأن تتطيب النفوس بعد تعكيرها.
· جمال مصطفى (مؤهلات وخبرات) وقبل ذلك (مواقف) يفتقدها عيساوي – أقل جزاء لجمال مصطفى هو أن يعود لمنصبه مديراً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
· وقبل العلم والخبرات …الأخلاق والمواقف.