يلاحظ القارئ الفطن التضاد والتغاير في الاخبارعن الذين يواجهون تهماً بالفساد من فلول النظام المخلوع أولئك الذين تقبض عليهم السلطات او تكشف عن هروبهم فنلاحظ ان منهم من يتم القبض عليه قبل هروبه او لحظة هروبه ويتصدر علياء الاخبار في الصحف وثمة من لم نسمع به هارباً إلا بعد ان يحل ضيفاً على احد الفنادق الراقية بالمدن الساحرة هو وأسرته وأمواله (أموالنا) بعد ان يكون ألف المدينة وخرج متنزها لأكثر من مرة ومارس هواية السباحة.
وسألت نفسي ملياً هل هنالك فرق بين فاسد وفاسد وهل مازال وضعك في الحزب وعلاقاتك بقيادي لحمايتك او تقديمك كبش فداء (سارية المفعول) وقد تخلق فرقاً بينك والذي يمارس ذات الفساد مع العلم ان هنالك من هم اكثر فساداً من الذين تم القبض عليهم
وزيرو فساد مثلاً قد تجد صعوبة في الحصول على مستندات أحدهم بالرغم من انها تعلم وتثق في ما ارتكبه من جرائم ضد المال العام والحق العام ولكنها لا تستطيع الحصول على مستند لتدينه وبالمقابل ربما تأتي مستندات (راجلة) اليها لتطرق بابها ….
الفاسدون من النظام السابق لكل منه علاقة مختلفة عن الآخر بكبار القيادات وتلك القيادات ربما يكون لها أيضا علاقة مختلفة دون غيرها بجهاز الأمن فمن المعلوم ان النظام كان يمارس الضرب حتى بين قياداته فجناح نافع مثلاً كان له وزراء وولاة وجناح قوش كان أيضاً له وزراء وقيادات في مواقع مهمة ولاتنسوا جناح علي عثمان فاذا غضب علي عثمان أخرج (جماعته) كل المستندات السوداء التي تخص الوزير (زول نافع) حتى ولو كانت هذه التجاوزات تسيء للحزب بصورة عامة المهم ان تضرب نافع بعصاة شخص يهمه (اتذكرون قضية الأقطان ) التي لم يسلم حتى الاعلام من الشراكة السيئة في صراعها صراع المصالح عندما يشتعل تسقط هيبة الحزب وسمعته وجملة من الأشخاص.
ومحكمة الاستئناف أمس تمهل الضامن عشرة أيام فقط لاحضار المتهم طارق سر الختم المتورط في استلام مبالغ طائلة من البشير حسب ما جاء في افادة المخلوع وطارق الهارب الى تركيا بحجة العلاج بعد ان ترك البلاد كلها عليلة بسببه هو نتاج (صناعة الاشخاص) برز اسمه في باحات النشاط الطلابي ليتم توزيعه بأمانة الاستثمار بالمؤتمر الوطني …لاحظوا (حزب سياسي به امانة استثمار) تلك الامانة التي حولت جمال الوالي من شاب لا يملك قوت يومه الى أكبر رجال الاعمال في البلد فهي من الأمانات التي لايدرج اليها اسما الا وكان مرضياً عليه من اسرة البشير او من حرمه وداد وطارق كان واحداً من (رجال حول وداد) لذلك كان يمارس عمله الاستثماري دون المساءلة والمراقبة فمن رضت عنه وداد رضى عنه البشير وجهاز أمنه.
فمن الذي سمح لطارق سر الختم بالعلاج خارج السودان واحمد هارون لم يسمح له بعلاج (ركبته) داخل السودان وطارق يواجه اتهاماً بحيازته للمال العام دون وجه حق من يد البشير مباشرة ناهيك عن ماقام به من دمار شامل في مجال الدقيق وسين للغلال ماجاءت الا لهزيمة اسامة داؤود لتتسبب في هزيمة الوطن وضياع وجوع المواطن عندما أصبح طارق رجل (الدولار المدعوم) والبطل (المسنود) في عمليات شراء القمح وبيعه في السوق السوداء مستفيداً من الدعم وما يجده من نسبة الوكلاء اقبضوا على طارق مستشفياً او مريضاً واجعلوه يشارك هارون شكوته.
طيف أخير:
من ذا يحاسبني عليك وانت لي هبة السماء ونغمة الأقدار.
الجريدة