هاجم عضو هيئة علماء السودان “كندة غبوش الإمام” السياسات الاقتصادية الجديدة وحذّر الحكومة من تبعات تنفيذ سياسات ونظرية وزير المالية الأسبق “عبد الرحيم حمدي” مجدداً، ووصف حديث “حمدي” في الندوة التي نظمتها هيئة علماء السودان حول الأزمة الاقتصادية بقاعة الشهيد “الزبير محمد صالح” بالخرطوم أمس الأول بالصورة المقلوبة كون “حمدي” يعدُّ صاحب نظرية تحرير السوق الذي أفضى بدوره إلى تدمير البنيات الأساسية لاقتصاديات البلاد على حدِّ زعمه، وفي مقدمتها خصخصة مؤسسة جبال النوبة الزراعية التي كانت بمثابة شريان الحياة لأهل الجبال، وأشار “كندة” إلى أن مآلات سياسات الخصخصة آنذاك أفضت إلى تشريد المئات من المستفيدين من سكان المنطقة بجانب نزيف الحروبات التي أسهمت بدورها في إخلاء المنطقة من السكان المحليين. وأشار “كندة” إلى أن “حمدي” قال إن سياسة الخصخصة نهج عالمي، مستشهداً بتجربة (مايو)، وزاد بقوله: (مايو أممت المؤسسات والشركات لمصلحة المواطن)، على عكس ما رمى إليه حال خصخصته للمؤسسات الحكومية لصالح جهات بعينها، وأعاب “كندة” على “حمدي” تعقيباته للمتداخلين في الندوة ووصفها بالمتعالية، وامتدح في ذات الوقت الورقة العليمة التي قدمها اللواء أمن “عبد الهادي عبد الباسط” واصفاً إياها بالواقعية كونها شخّصت الأزمة الاقتصادية بمنظور أمني، إذ طالبت الورقة بمعالجات آنية وجذرية وليست سياسات ترقيع كما وصفها اللواء “عبد الهادي” قبل أن يختتم ورقته مؤكداً أن العالم بأسره يعمل بنظام التسعيرة على السلع والديباجات ولكن في السودان الأمر يختلف.
وأمن “كندة” على إفادات “عبد الهادي” بشأن عائدات الصادرات التي لا تدخل خزينة الدولة وأن (70%) من موارد البلاد مجنبة لا تدور في فلك وزارة المالية.