* لأول مرة في تاريخ السودان يعاند الشعب الحكومة ويقرر حول موعد العيد والمؤسف أن التضارب الذي حدث كان لأسباب سياسية وليست شرعية ، ورغم هذا القرار الشعبي إلا أن غالبية الأسر السودانية بكت صباح العيد الذي كانت جلاليبه كفناً و صلاته للجنازة ،عيد ملآن وجعة عيد مجرتق دم ، لا فرحة لا لمة وحرقة قليب الأم ويا بائع الأوطان متر الوطن بي كم؟
* منذ انطلاقة الثورة في ديسمبر لم يتوقف القتل، كيف لا وقد واجهت القوات الأمنية التظاهرات السلمية بالرصاص الحي ويكاد لا يمر يوم إلا ويسقط شهيد وارتفع عدد الشهداء ما يقارب الثلاثمائة شهيد.
*عدد كبير من هؤلاء الشهداء قتلوا جراء التعذيب بواسطة القوات الهجين الذين تورطوا بالأدلة في هذه الجرائم ورغم ذلك لم يعاقب منهم أحد بالإعدام وهذا ما يؤكد أن دماء الشهداء عند هؤلاء القادة عشاق المناصب رخيصة.
* قتل الأطفال والرجال والنساء وكبار السن وبصور بشعة مختلفة ولم نسمع بتحقيق نزيه أجري لمعرفة من الذي قتل ويكفي إنه ومنذ اندلاع التظاهرات لم يحاكم مجرم نظامي واحد، فكيف بربكم تدخل الفرحة البيوت في العيد.
* ما حدثَ في مَجزرةِ (29) رمضان شيء مؤسف لا يصدق ، أنهمر الرصاصِ كالمطر في أجساد المعتصمين، واستشهد المئات في ليلة “الغدر” ومر العيد بدون ثوار شرفاء فقدناهم في المجزرة وكان إحساس البيوت السودانية جميعها إلا بيوت القتلة بأن العيد زي ما عيد، فلم يرتدِ أحد الجديد ولم تكسُ الابتسامة وجه أحد.
* يا حليل متاريسُ القيادة وحرَّاسها وأغنياتهم “ارفع يدّك فوق والتفتيش بالذوق” ومكان المجزرة قبل أن يخرج شهداء فقد أخرج أبطالاً ، عوضية كوكو أم الكل وحبيبة الكل، رئيسة تجمع بائعات الشاي والأطعمة، والتي استطاعت جمع “350” إمرأة عملوا ضد نظام القمع رغم انهم أكثر الفئات تعرضاً للبطش.
* عوضية وزميلاتها وفروا “150” ألف جنيه أول أيام الاعتصام وتفرغوا تماماً لإطعام الثوار، مع عمل الشاي طول اليوم،ماما عوضية كانت ببساطتها وسماحتها تدير واحداً من المطابخ المركزية وتجهز الفطور والعشاء والسحور بأكلاتنا السودانية وكانت تطعم أطفال الشوارع قبل الجميع.
* ماما عوضية وزميلاتها تركوا بيوتهم وسجلوا في دفتر الحضور الوطني ووهبوا أنفسهن للاعتصام، وكانت عوضية دائماً ما تردد بأن هؤلاء الثوار بناتها وأولادها وهي مرابطة بالقيادة من أجلهم ولن تتركهم،وهذه المرأة الحديدية قيادية وكلها حنان وأم للجميع،كان همها الأول والأخير أن يفرح الثوار بانتقال السلطة من عسكرية لتصبح مدنية،ولا أدري والله كيف هي الآن.
* واجه الثوار الأحرار ليلة الغدر الرصاص الحي بصدور عارية وكانوا قبل المجزرة قد ضاقت بهم الحياة وهم يرون الشهيدة ميادة جون ، شهيدة لقمة العيش الحلال من أجل أبنائها ، حملوا منشوراً لها وهم يبكونها نهار رمضان “الطلقة بتقتل روحين” ماتت ميادة وجنينها صاحب الستة أشهر برصاصة عسكري أعلن إنه كان مخموراً بنهار رمضان وأغلق ملفها على هذا التبرير الفطير،كما أغلقت ملفات شهداء ديسمبر وإبريل ومايو وأخطرها على الإطلاق ملف الشهيد الأستاذ أحمد الخير ولا نملك إلا أن نقول، حسبنا الله ونعم الوكيل….ونواصل