الأستاذ عبد الرحيم البصير والد الشهيدة فايزة نموذج فريد في الصبر والثبات والحكمة رجل تحمل ملامحه كل مايخطر ببالك من الأصالة والنبل والصمود ..
قال لنا ونحن في سرادق العزاء: سأقول لكم سراً لاول مرة وللحاضرين كذلك وهو أن إبنته فايزة قد نعت نفسها قبل يومين من الحادثة وطلبت منه أن لا يفصح بذلك الأمر إلا بعد أن يحدث ..
أما الأمر العجيب الثاني فهو ان فايزة وهي ابنته الوحيدة من مواليد العام 1991م وقد سماها تيمناً بإبنة خالتها الأستاذة فايزة والتي استشهدت في حادث غرق مركب بمنطقة التراجمة شمال شندي في العام 1989م حيث كانت تعمل معلمة بإحدى مدارس المنطقة ..
انظروا الي هذه الحكمة الربانية العجيبة من المولي عز وجل ..
الشهيدة فايزة عبد الرحيم البصير خريجة علوم المختبرات الطبية اكملت الماجستير وتستعد للدكتوراة هي من بنات المناصير الناشطات في العمل الطوعي والإنساني .. نذرت نفسها لخدمة أهل المنطقة ورغم إقامتها بالخرطوم لكنها لم تنفصل او تنقطع يوماً عن أهلها الصامدين والصابرين هناك ..
كل القوافل الطبية والبرامج الإجتماعية تكون علي رأس الحضور ..
وحتي زيارتها الأخيرة كانت لتفقد أحوال أهلها والمساعدة في همومهم ومشاكلهم خاصة الصحية بحكم تخصصها ..
حكي عنها شقيقها معاذ انها لم لم تكن فقط شقيقته الصغري بل هي ابنته واحب الناس إليه ومنذ صغرها وهي تحب الخير للناس وتجتهد في تقديم كل ما تستطيع لكل صاحب حاجة ..
الشهيدة فايزة البصير نموذج لبنات بلدنا الهميمات الطيبات اللائي يعلو عندهن الإحساس بالغير دون سواه من متاع الدنيا الزائل ..
المتأمل لقصتها والتفاصيل العجيبة والتدابير الربانية والصبر والثبات والرضاء بالقضاء عند اهلها يدرك تماماً انها من أهل الجنة بإذن الله تعالي ..
نسأل الله أن يتقبلها في جنات النعيم ويلزم ذويها الصبر الجميل ..