علينا جميعاً أن نمتلك شجاعة الاعتذار لعوض بن عوف..
(1)> في يوم 11 أبريل قبل الساعة الثانية ظهراً بربع ساعة، كان قد أعلن الفريق أول ركن عوض بن عوف من تلفزيون السودان القومي (اقتلاع) رأس النظام عمر البشير ، والانحياز للشعب في ثورته المجيدة ، حيث جاء في الخبر الذي عم البادية والحضر (أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف (اقتلاع النظام) واعتقال الرئيس عمر البشير، وبدء فترة انتقالية لعامين دون الإفصاح عن كيفية إدارتها أو تفاصيلها التي أرجأها لبيان آخر)…فعلها عوض بن عوف وهو أقرب الناس للبشير ..وهو نائبه الأول ووزير دفاعه.> ومع أن البيان مثل محور الثورة ومرتكزها في سقوط النظام ..ورغم الفرحة التي سببها هذا البيان الذي كان انتصاراً للثورة وانحيازاً من قوات الشعب المسلحة للشعب ، إلّا ان الفريق اول ركن عوض بن عوف عاد في 12 ابريل اليوم التالي مباشرة وهو رئيس للمجلس العسكري والرجل الاول في السودان ليقرأ بيانه الثاني قبل الساعة التاسعة مساءً بربع ساعة ليعلن عن تنحيّه استجابة لرغبة الشعب وتكليف الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري حيث جاء في بيانه الثاني : (أعلن تنازلي عن منصبي وتعيين المفتش العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري). كما أعلن عن تنحي رئيس هيئة الأركان كمال عبد المعروف عن منصبه نائباً لرئيس المجلس، مؤكداً (حرص القوات المسلحة على تماسك المنظومة الأمنية في البلاد).> مثلما فعلها عوض بن عوف واقتلع رفيق دربه البشير يوم 11 ابريل ..فعلها عوض بن عوف على نفسه وتنحي عن رئاسة المجلس العسكري يوم 12 ابريل. > نعم فعلها الفريق اول ركن عوض بن عوف بعد (31) ساعة فقط من رئاسته للسودان …وتخلى عن منصبه وتنحى عنه، ليكون صاحب اقصر فترة رئاسة حكم بعد ان وجد ان الشارع السوداني يرفضه ..وان الاعتصام امام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة مازالت خيامه مضروبة ..ليتحقق (الانحياز) الثاني للشارع والشعب بعد اقل من (48) ساعة من الانحياز الاول للقوات المسلحة للشعب.(2)> الحقيقة اننا لم ننصف هذا الرجل ..ولم نعطه حقه في انحيازه للشعب مرتين في اقل من 48 ساعة ، في الوقت الذي تمسك فيه الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق اول ركن محمد حمدان حميدتي بالحكم وهما يصلان الى (48) يوماً في السلطة والقصر يقابلها (48) يوماً اعتصام امام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ، فقدنا فيها عدداً من الشهداء بصورة شنيعة في مجزرة 8 رمضان ، في الوقت الذي كان يتنقل فيه البرهان وحميدتي بين الرياض والقاهرة وابوظبي.> 48 يوماً بين اعتصام الشعب امام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ونحن في شهر رمضان المبارك وفي درجة حرارة تصل لـ 47 درجة يناظرها وجود البرهان وحميدتي في القصر بين شرفاته المخملية ومكاتبه الوثيرة ونسماته العليلة علق فيها التفاوض مع قوى اعلان الحرية والتغيير بسبب (المتاريس) وفتر فيها التفاوض بسبب نسب التمثيل ورئاسة المجلس ، وقال فيها حميدتي في احدى تصريحاته (لا فوضى بعد اليوم) اكثر من ثلاث مرات مهدداً بنفاد صبرهم.. تلى ذلك تصريحاته (البيضرب عن العمل بيمشي بيتو بس) ، يقول ذلك لثورة كان لها الفضل في ان تأتي به ليكون الرجل الثاني في الحكومة السودانية بعد ان كان خارج محيط العشرة الاوائل في جدول رجال السلطة في النظام السابق.(3)> الحاضر والمستقبل يمكن ان يظلم عوض بن عوف ويبهت ما قدمه من تنازلات او انحيازات للشعب السوداني ، لكن التاريخ سوف يثبت فيما بعد فضل الرجل وكريم مواقفه ، فقد حن شوقنا الى عهد الرجل او عودته ، لأنه يبقى في كل الاحوال محصناً ضد تقاطعات المحور الاقليمي.> عوض بن عوف كان بعيداً كل البعد عن السعودية والامارات ومصر ، مما اتاح له فيما نعرف في مجالنا الاعلامي (مهنية) الانحياز للشعب السوداني او على الاقل (الحياد) لتخرج قراراته بعيداً عن الضغوط الاقليمية في ظل سماء مفتوحة على السلطة السودانية.> اننا نعتذر لعوض بن عوف.. ونشكر صنيع ما فعل من (انحيازات)..فقد جاء الوقت الذي نبكي فيه على فترة الرجل ..واخشى ان يأتي يوم نبكي فيه على فترة عمر حسن احمد البشير.> اتركوا المشير عبدالرحمن سوار الذهب ..الذي قلتوا عنه انه يمثل لكم (اسوة حسنة) في المجلس العسكري ..وتعلموا من الفريق اول ركن عوض بن عوف الرجل الذي كان بين ظهرانيكم ..وقدم اجل واعظم التنازلات.