(1)
عندما كانت تتم (فبركة) من جهاز الامن والمخابرات (السابق) عن (خلايا) ارهابية تم ضبطها في الخرطوم، منتمية للحركات المسلحة ، كان يطلق على هذه الخلايا التى يكون افرادها من (طلاب الجامعات) – خلايا (متمردة) ، تعمل على تقويض النظام واثارة الفوضى في البلاد.
وكان الامر يغطي بغشاء (ديني) يربط بين هذه الخلايا (النائمة) وعبدالواحد محمد نور والمخطط (الاسرائيلي) الذى تنفذه تلك الحركات (المتمردة).
يتشطرون كانوا على اسرائيل من خلال (طلاب) سودانيين يدرسون في الجامعات السودانية يحسبونهم على (اسرائيل) – في الوقت الذي كانت فيه الطائرات والصواريخ والقذائف الاسرائيلية تقتحم الاجواء السودانية وتضرب الناس في بورتسودان او في الخرطوم – وكان في الوقت الذي يتعنترون فيه على اولئك (الطلاب) بنسبهم لاسرائيل، كانوا يقولون عن كل اعتداء يقع على الاراضي السودانية من اسرائيل ان السبب في ذلك الحريق (ماكينة لحام).
وزارة الدفاع في السودان كانت تكتفي امام هذه (الانتهاكات) بالدفاع بالنظر – في الوقت الذي يُدهس فيه المحتجون العزل في شوارع الخرطوم بالتاتشرات ويموت فيه المعارضون في السودان بالتعذيب في السجون كما حدث مع الاستاذ احمد الخير وحسن طلقة ومحجوب التاج محجوب وعبدالرحمن الصادق سمل – بل كان الامر يمكن ان يتعد ذلك ويقتل المواطن في بيته كما حدث مع الشهيد معاوية بشير.
كل ذلك كان يتم تحت شعارات (حماية الدين).
(2)
الآن دعونا نسألكم هل مكافآت نهاية الخدمة لجنود هيئة العمليات في جهاز الامن والمخابرات والمطالبة بها والتمرد من اجلها ورفع السلاح في وجه الدولة (بعيداً عن الخروج عن السلطان) يدخل في فصيل (الامر بالمعروف).
هل في تلك المطالبات شيء من سيرة خالد بن الوليد ومقولته الشهيرة وهو على فراش الموت ? لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، فلا نامت أعين الجبناء).
هؤلاء الذين تمردوا الآن وهددوا حياة الناس في الرياض وسوبا وحي كافوري كانوا يتمثلون بـ (فلا نامت أعين الجبناء)، في كل معاركهم ..وكل خطاباتهم والآن نكتشف ان عيونهم هي التى لا تنام.
هل مكافآت نهاية الخدمة من فرائض (الجهاد)؟ – وهل يمكن ان يكون (الجهاد) نفسه في شارع عبيد ختم؟.
في قصص استشهاد المهندس علي عبدالفتاح والدكتور عوض عمر السماني الكثير من المواقف الجليلة والصادقة لو تعلمتوا منها لما انتهى بكم المطاف الى (تمرد) من اجل مكافآت نهاية الخدمة.
الدكتور جون قرنق – ومن بعده عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور ومالك عقار وياسر عرمان (الرويبضة)!! – كل هؤلاء تمردوا من اجل (قضية) – نتفق او نختلف حولها.
هؤلاء لم يتمردوا من اجل مكافآت نهاية الخدمة.
(3)
حكومة حمدوك عليها ان تعلم ان الخطورة الحقيقية عليها ليست في (الدولة العميقة).
الخطورة على الحكومة الانتقالية ليست في (الزحف الاخضر) او في تمرد هيئة العمليات في جهاز الامن والمخابرات.
الخطورة الحقيقية على الحكومة في (صفوف الرغيف) ، في (ازمة المواصلات).
لهذا انتبهوا الى (معايش الناس)، واعلموا انه لن يكون هناك فرق بينكم والنظام البائد اذا تشابهت (الصفوف).
(4)
بغم /
النقطة الفارقة في (ما لدنيا قد عملنا) ، و( هي لله لله) ان جمعية القرآن الكريم والتى يجب ان يكون نشاطها وحراكها كله من اجل الحياة الاخرة ، انصرفوا بها الى منافع الدنيا ودخلوا بها الى (الاستثمار) والتنقيب في مناجم الذهب.
هذه هي جمعيات القرآن الكريم في عهدكم – كيف هي البنوك والمؤسسات التجارية؟.