* لم أدرِ هل أضحك أم أبكي وأنا أقرأ الخبر الذي نشرته (وكالة السودان ــ ما عدا الحزب الشيوعي السوداني ــ للأنباء) عن المؤتمر الصحفي الذي عقده التوم هجو (بتاع مسار الوسط) والجاكومي (بتاع مسار الشمال)، واسامة دهب (بتاع حركة كوش) وحركة جديدة اسمها (تمازج) ــ الاسم عندكم ـ وذرفوا فيه الدموع على ركوبهم التونسية وتجاوزهم في اقتسام الكيكة بواسطة حلفائهم في الجبهة الثورية، وحذروا (ركِّزوا على حذروا دي) من تشكيل حكومة تقوم على المحاصصة!
* يقول الخبر الذي جاء تحت عنوان (فصائل من الجبهة الثورية ترفض تشكيل حكومة محاصصة):
* “حذرت خمسة فصائل من قوى الجبهة الثورية من تشكيل حكومة جديدة تقوم على المحاصصة لا تعكس مشاركة كل أبناء السودان وإذا فشل ذلك فالبدائل في الانتخابات المبكرة”.
* “وقال القيادي بالجبهة الثورية رئيس مسار الوسط التوم هجو في منبر (سونا)، إن الحكومة الانتقالية على قاب قوسين من إعلان حكومة جديدة، وأن الجبهة الثورية تدق ناقوس الخطر، مطالباً رئيس الوزراء بعدم حصر مشاوراته في فئة واحدة”.
* ” وأضاف، ان لرئيس الوزراء الحق في رفض القائمة المرشحة وأن تكون المعايير بالثقل الكافي والنضالي، وإذا فشل ذلك فإن الجبهة الثورية تدعو إلى الانتخابات المبكرة ليقول الشعب كلمته”.
* ” وتحدث في المنبر سيد أحمد الجاكومي، حيث قال إن الفشل يلازم الحكومة الانتقالية في ترجمة أحلام ثورة ديسمبر، خاصة وأن المشكلة الأساسية كانت تتمثل في أزمة المعيشة، وأن الفرصة أمامهم لإعادة إنتاج الثورة السودانية”.
* “وعن الجبهة الثالثة (تمازج)، تحدث اللواء مختار فيصل مختار، مؤكداً رفضه للمحاصصة، مطالباً أن تكون لكافة المناطق حقوقها في السودان الجديد بدلاً عن انفراد تنظيمات بعينها بـ(السطلة) عبر الثقل القاعدي والسياسي، مشيراً إلى أن (تمازج) جاءت للسلام الحقيقي وتحقيق التنمية”! (مكتوبة السطلة، بدلاً عن السُلطة، ولا أدري هل هو خطأ مطبعي أم أن المقصود بالفعل هو الانفراد بالسطلة وليس السلطة، وإذا كانت كذلك فهي بالتأكيد محاصصة سيئة لا بد من إدانتها بأقسى انواع الجمل والعبارات، فكيف تنفرد تنظيمات بعينها بالسطلة على حساب تنظيمات أخرى (معقول تنظيمات تنفرد بالسطلة وتطلع “تمازج” من المولد بدون حمص)!
* وتضيف (وكالة السودان ما عدا الحزب الشيوعي للأنباء): ” وعن حركة جيش تحرير السودان تحدث القيادي أسامة مختوم، مطالباً الحكومة بالوقوف على مسافة واحدة من كافة قوى الكفاح المسلح بدلاً عما يجري من محاصصات”.
” وتحدث عن حركة كوش الدكتور أسامة دهب، معرباً عن أسفه لتناسي الحكومة الانتقالية لأمر المواطن المطحون، وقال إن الحكومة ليس لديها خطة استراتيجية، داعياً إلى إحداث تدارك البدايات الصفرية، مشيراً إلى أنه ليس هنالك خلاف بين قوى الحرية والتغيير وداخل الجبهة الثورية، ودعا كل القوى السياسية الطموحة للعمل معاً والوقوف مع السلام” إنتهى الخبر.
* أبدأ من الفقرة الأخيرة وأتساءل .. كيف تتناسى الحكومة الانتقالية المواطن المطحون (أسامة دهب)، إنه والله عيب كبير وعار لا يمحوه الا تدارك البدايات الصفرية (التي لا بد من تداركها رغم انني لم أفهم معناها ولا أعرف ما هي )، ولا بد لكل القوى السياسية الطموحة العمل معاً للوقوف مع السلام والمواطن المطحون (أسامة دهب) .. !
* ولا بد هنا أن “أدق ناقوس الخطر ، وأطالب رئيس الوزراء بعدم حصر مشاوراته في فئة واحدة”، والنظر بعين الاعتبار للعبد الفقير الى الله (التوم هجو)، وإلا فإنني اقف معه بشدة واطالب بالدعوة لانتخابات مبكرة !
* واضم صوتي لمؤسس وصاحب ورئيس مسار الشمال سيد احمد الجاكومي، بأن “الفشل يلازم الحكومة الانتقالية في ترجمة أحلام ثورة ديسمبر، خاصة وأن المشكلة الأساسية كانت تتمثل في أزمة المعيشة، وان الفرصة أمامهم لإعادة إنتاج الثورة السودانية”، .. نعم، لا بد من إعادة إنتاج الثورة السودانية، أو كما قال!!
* وأخيراً، فإنني أطالب بوقوف الحكومة على مسافة واحدة من الجميع، وان تكون لكافة المناطق حقوقها في السودان الجديد، رافعاً شعار (عدم الانفراد بالسطلة) .. ولا نامت أعين المصحصحين !