خلف الاسوار
سهير عبد الرحيم
عاوزين مفتاح الأسانسير
في إحدى عيادات الأسنان الراقية بمنطقة العمارات والتي تحدد رسوم التقويم وزراعة الأسنان بالدولار جاء حرس الفاتح عزالدين ليطلب من السكرتارية مفتاح المصعد الكهربائي .
الحرس وحسب طلبه قال للسكرتيرة :)عاوزين مفتاح اللسانسير )باللام ( عشان بعد السيد الوزير يدخل نقفل باب اللسانسير عشان مافي زول يدخل معاهو ( نظام تأمين وكده .
السكرتيرة أجابت الحرس أن السيد بكرى حسن صالح نائب رئيس الجمهورية نفسه يأتي للعلاج في العيادة ولا يطلب حرسه اغلاق الأسانسير ، وأن الأسانسير ملك عام لكل العمارة التي بها أكثر من ثمانية شقق ولا يمكن أن يغلق المصعد لأجل شخص أياً كان هذا الشخص .
هذا هو الفاتح عزالدين وهذا هو حرسه عاوزين مفتاح )اللسانسير( ، ذلك نفسه الفاتح الذي قال أن مركبهم ) مركب الكيزان ( الطاهرة لن تنتكس إلى قيام الساعة وستبلغ غاياتها ومرساها ، دي طبعاً نفس المركب التي تضم كل القطط السمان المطلوبة لدى جهاز الأمن في قضايا الفساد ، فلم نسمع بشيوعي أو بعثي أو مواطن بسيط طالته مجرد أصابع الإتهام .
وحسب حديث السيد رئيس الجمهورية لقناة المستقلة إن أكبر قط سمين هو صديقه الشخصي وأضاف الرئيس أنه ينتمي للمؤتمر الوطني ولا يمر أسبوع دون أن يلتقيه فيه أكثر من مرة ، وأنه أي الرئيس كان من الممكن أن يأمر باطلاق سراحه ولكنه لم يتدخل في التحريات لتأخذ العدالة مسارها ، خلوا بالكم القط ده راكب في المركب الطاهرة دي
وهي نفس المركب التي تضم الذين حولوا أموالهم إلى سويسرا وماليزيا و هم يخرقونها ويوسعون ثقوبها يوماً بعد يوم ، وحين يتساءل كبيرهم أخرقتم سفينتنا لتغرقونا لقد جئتم شيئاً امراً ، فتأتي ردودهم الواجفة أنها المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد الوطن ولقد أردنا أن نعيب مركبتنا لأن ورائها ملك يأخذ كل سفينة غصباً.
الفاتح هذا و الذي قال لو طلع أهل الأرض جميعاً رايتنا لن تسقط وأدونا أسبوع خلي راجل تاني يرفع رأسه ، الفاتح لايعلم أن الرجال هم الذين يخرجون للمعارك وهم عُزل من كل سلاح ، يخرجون بحناجرهم وصدورهم مفتوحة دون سترات واقية من الرصاص أو خوذات حماية للرأس ، يخرجون للموت دون دروع أو خراطيش أو خيزران أو عصي ، يهتفون للحق دون علب بمبان أو رشاشات قناصة ، يسيرون في الطرقات العامة دون خجل أو حياء أو طلب مفتاح )الأسانسير( أو يطلبون )رجال( لحمايتهم هؤلاء هم الرجال الذين نعرف .
خارج السور:
صحي المافي بيت أبوك بخلعك.