صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عاودا الارتفاع مجدداً الدولار..العودة للمربع الأول

12

عاود سعر الدولار الأمريكي الارتفاع مجدداً، بعد أن شهد تراجعاً طفيفاً خلال فترة (6) أشهر من عمر حكومة التغيير، لكنه سرعان ماعاود الأخضر الصعود بقوى ريختر بالسوق الموزاي، لاسيما بعد إيقاف صادر الماشية، بقرار كارثي من وزير الصحة، الأمر الذي أعتبره كثيرون وراء قفزه سعر الدولار الأخيره بالسوق الأسود من (69) جنيهاً إلي (78) جنيهاً بين يوم وليلة، في وقت توقع خبراء اقتصاديون أن يشهد الدولار تصاعداً غير مسبوق ويصل إلى (85) جنيهاً نهاية الاسبوع الحالي.

ندرة الدولار
جولة لـ(آخرلحظة) بالسوق الموزاي بوسط العاصمة الخرطوم كشفت عن صعود جديد النقد الأجنبي أمام الجنيه السوداني، وقال متعاملون في السوق الموازي لـ(آخر لحظة) إن الدولار بلغ (77) جنيهاً للبيع، مقابل (78) جنيها للشراء، وأرجع أحد تجار العملة فضل حجب أسمه لـ(آخرلحظة) ارتفاع الدولار لعدة أسباب منها زيادة الطلب على الشراء، مؤكد أن عمليات الشراء تجاوزت المعدلات الطبيعية، ما جعل كثيرون يتساءلون عن الأسباب دون أن يصلوا لمبرر طبيعي أو مألوف، لافتاً إلى أن السعر يزيد على مدار اليوم في حالة نادرة منذ سنوات، بجانب إيقاف صادر الماشية، التي تقدر إيرادتها بـ(3) مليار دولار، واصفاً الزيادة بالمنطقيه، متوقعاً تصاعداً كبيراً في الدولار خلال الفترة المقبلة، وأشار إلى توقف كامل لعمليات البيع عبر الشيك والإجراءات البنكية، مشيرين إلى أن كل العمليات تتم عبر التعامل النقدي المباشر.
تساوي السعرين
يذكر أن سعر الدولار كان قد شهد في أواخر عهد الرئيس المعزول عمر البشير تراجعاً كبيراً وانخفاضاً إلي (75) جنيهاً بدلاً عن (85) جنيهاً بالكاش، ونحو (95) جنيهاً بالشيك، وانخفضت بجانبه أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه بعد نجاح ثورة (6) أبريل لترتفع العملات خلال الشهر الجاري وتتجاوز المستويات السابقة للتعامل النقدي، ولكن تساوى سعر الدولار بالشيك والتحويلات المصرفية مع سعره بالكاش حيث كان الفرق كبيراً في الفترة السابقة نسبة لأزمة السيولة النقدية التي توفرت في هذه الأيام.
المساعدات والهبات
يبدو أن إيقاف صادر الماشية سيلقي عبئاً ثقيلاً على الاقتصاد القومي، خاصة وأن الاقتصاد يعاني من تشوهات كثيرة، بعضها ورثتها حكومة التغيير من النظام البائد، والبعض الآخر صنعتها بنفسها، مثل قرار إيقاف صادر الماشية، وفي ذات الصدد قال الأمين العام لغرفة الماشية واللحوم د.خالد المقبول إن حجم التقديرات الأولية للخسائر غير المباشرة لتوقف صادر الماشية يبلغ (3) مليارات دولار، من جانبه تساءل الكاتب الصحفي ضياء الدين البلال عن كيفية إدارة الاقتصاد واستقرار سعر الدولار بلا مُساعدات وهبات، وماكينات الإنتاج مُتوقِّفة، والمستثمرون يعانون الكبد ويكابدون المضايقات، ولا يجدون حمايةً من أيِّ جهة ولا حتى آذان تسمع صراخهم،كيف سيُدار الاقتصاد ولا يعلو الدولار، وأهم صادر ثابت ومستقر (الثروة الحيوانية) ممنوعٌ من العبور إلى خارج الحدود، والعائد من البحر إلى الأسواق والمراعي مدحوراً، يَنْفَق ويُقبَرُ في المدافن الجماعية، دون بواكٍ عليه؟ وقال البلال في زوايته بالزميلة السوداني من يُصدِّق أنه إلى الآن، لا توجد أي جهة مسؤولة بحقٍّ عن الاستثمار وحل مشاكل المستثمرين، من خلال الاستمتاع لشكويهم ؟ وأشار إلي وجود ماسماه بالتوهان بالمجلس الأعلى للاستثمار الذي كان وزارة قبل سقوط النظام السابق وأكد بانه مازال يبحث عن هوية وعنوان المجلس بلا مسؤول رفيع يُدير أمره، ولا يُعرف على وجه الجزم، إلى أيِّ جهةٍ يتبع، لرئاسة الجمهورية أم لمجلس الوزراء؟ واضاف بان المُوظَّفون بلا عمل أو مهام، لا توجد أموالٌ للتسيير الإداري، التلفونات مقطوعة، والمستثمرون يأتون فيجدون الوضع بذلك البؤس، ولا مجيب عن السؤال، وتابع قائلا: بأيِّ خطاب ولغة ومنطق، بإمكاننا جذب المستثمرين، وهم يسمعون قصصاً شاذَّة وغريبةً لا تحدث في جمهوريات الموز، ممَّن سبقهم إلى السودان؟
تحريك السوق الموازي
في سياق أخرى أرجع الخبير الاقتصادي محمد الناير ارتفاع سعر الدولار إلي إيقاف صادر الثروة الحيوانية التي بلغت عائداتها خلال نصف العام (900) مليون دولار، باعتبارها الأعلي أيرادياً مقارنة بالقطاعات الاخرى، مشيراً إلى أن إيقاف صادر الماشية سيلقي عبئاً ثقيلاً على الاقتصاد القومي، ويفقد الخزينة العامة للدولة كميات ضخمة من النقد الأجنبي، لاسيما وأن إجراءات استنئاف صادر الماشية تحتاج إلى زمن طويل، الأمر الذي يساعد في تحريك السوق الموازي، ويحكم قضبها من قبل الجلبة، خاصة في ظل تراجع عائدات الذهب في النصف الحالي إلى (280) مليون دولار، وشدد الناير لـ(آخر لحظة) على ضرورة اتخاذ سياسات وقوانين لتنظيم قطاع الذهب، باعتباره من أكثر الموارد المهدرة بجانب الجلوس مع المغتربين لمعرفة احتياجاتهم، وقال كل هذه الخطوات لم تحرك فيها الدولة ساكن حتى الآن، حذر من تحكم الجلبه في سوق سعر الموازي، وطالب باتخاذ قرارات اقتصادية يمكن أن تسهم بدوره في استقرار سعر الصرف.

آخر لحظة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد