حالة استعصاء وشلل كامل أوقفت جولات التفاوض بين ممثلي قوى الحرية والتغيير واللجنة السياسية للمجلس العسكري الانتقالي.. بعد أن تعذر الاتفاق على قسمة مقاعد المجلس السيادي.. رغم الاتفاق على مهامه وسلطاته..
والحال هكذا؛ أشهر كل طرف سلاحه.. المجلس العسكري بادر منذ فترة بالتهديد بـ(انتخابات مبكرة) في غضون ستة أشهر وتسليم السلطة لأصحاب (القسمة والنصيب).. أما قوى الحرية والتغيير المسنودة بثوار الشعب السوداني فأخرجت البطاقة الصفراء ولوحت بالإضراب السياسي والعصيان المدني الكامل.. وهو سلاح فتاك مجرب..
حسناً؛ عندي اقتراح لقوى الحرية والتغيير، على بركة الله استلموا مجلس الوزراء كاملاً.. والمجلس التشريعي (البرلمان).. وأتركوا مجلس السيادة على الطريقة التي يريدها المجلس العسكري..ثم انتبهوا جيداً لما يلي:
من داخل البرلمان أصدروا قانون الانتخابات.. وافصلوا انتخابات الرئاسة من الانتخابات البرلمانية.. وأعلنوا عن انتخابات رئاسية مبكرة في خلال ثلاثة أشهر فقط، وليس ستة أشهر كما يهدد المجلس العسكري..
والحيثيات طبعاً؛ أن الانتخابات البرلمانية تحتاج لمطلوبات كثيرة منها الإحصاء السكاني لتحديد الدوائر الانتخابية وغيرها من المطلوبات..
هل يعجز قوى الحرية والتغيير وخلفها كل هذا الزخم الثوري الهادر أن تقف خلف مرشح واحد لتنصبه رئيساً وتنهي كل هذه الضجة حول مجلس السيادة؟
في تقديري هذا السيناريو وبضربة واحدة يصطاد كل العصافير التي في الشجرة.. فهو من جانب يثبت رأساً للدولة آت من رحم صندوق الانتخابات يحسم مسألة الشرعية الجماهيرية مبكراً .. ويقدم للمجتمع الدولي صورة حضارية راقية للسودان أنه يستطيع التعافي من أزماته السياسية – في عهد الثورة المجيدة- بمنتهى الرشد والحكمة دون إراقة نقطة دمة واحدة..
المهددات التي تحيط بوطننا الحبيب كبيرة وكثيرة.. والألغام المدفونة تحت الرمال التي نسير عليها خطيرة للغاية.. ومعظم النار من مستصغر الشرر.. ونحن بحاجة ماسة لتلمس طريق الخروج والنجاح بعقولنا أولاً قبل أن نلجأ لخيارات القوة التي نحتاج لادخارها لليوم الأسود الذي ندعو الله أن لا يأتي..
على كل حال؛ هو مجرد سيناريو يمكن وضعه على طاولة النقاش حول مخارج الأزمة ..!!
ما رأيكم؟