@ كلمة ماسورة في كل القواميس اللغوية تعرف بأنها انبوب معدني او غير معدني أسطواني مجوف له فتحة من الجانبين إلا أن الكلمة دخلت الاستخدام اللغوي عند السودانيين للتعبير عن حالات مختلفة تبعا لاستخدام الكلمة والتي تعتبر نوع من (الجارقون ) )Jargon( والذي يعرف عندنا بالراندوك (لغة الشماسة والشوارع) . كل شعوب الدنيا تستخدم الجارقون او الرندكة خاصة تلك الشعوب التي ترزح تحت نير المستعمر أو الدكتاتوريات اوفي زمن الحروب وهي اكثر استخداما داخل السجون والمعسكرات التي تضم مجموعات من البشر في ظروف تحكمها السرية يسودها الاحتيال والغش والتخفي . انتشرت الرندكة وسط طلاب الجامعات كوسيلة من وسائل التخلص من الرقابة اللصيقة للبصاصين اعوان السلطة و عيون كتائب الجهاد الطلابي ولم يسلم حتي أساتذة الجامعات من إرتباطهم بالمسورة خاصة اولئك التمكينيون من الاساتذة المواسير او هكذا يعرفون وسط الطلاب.
@ كلمة ماسورة لها عدة معاني حسب استخدامها ، تعني في الغالب كلمة (مقلب او خدعة ) كأن يقال (ركّبت ليك فيهو ماسورة ) كناية عن الخدعة والمقلب وتفيد أيضا خيبة الامل عندما يقال (اللاعب طلع ماسورة) عند الرياضيين ، ارتبطت ماسورة باللاعب (وارغو) الذي استطاع ان يصبح مجرد ذكر اسمه يستغني عن ذكر كلمة ماسورة . في كثير من الاحيان تفيد معني الفشل، (الميكانيكي طلع ماسورة كبيرة ) ، احيانا تعطي معني (سماحة جبنة الطين ) خاصة عندما تكون الفنانة جميلة وما بتعرف تغني (طلعت ماسورة ). تتعدد استخدامات كلمة ماسورة وكلها لا تخرج من معني كلمة (فشنك) أو (سكراب) أو (هبوب) . كلمة ماسورة لها وقع نفسي خاص لمن ينطق بها ووضع أخص عند سماعها . والغريب في الامر ان مصطلح (المَسْوَرة) لم يجد حظه في الغناء حتي الهابط بينما بدأ ينتشر وسط السياسيين خاصة عقب أي تعديل وزاري و خاصة التعديل الاخير قبل الثورة ، مش طلع ماسورة ؟ ورأي آخر بأن التعديل لم يشمل عدد من الوزراء و المستشارين و الولاة المواسير.
@ كلمة ماسورة في الحالة المفردة يكون تأثيرها محدود وما أن تتعدي الي حالة الجمع (مواسير) يلوح الخطر الكبير من هذه المواسير مثلما حدث في الفاشر بظهور اشهر سوق للمواسير شاركت فيه حكومة الولاية ونافذين من المؤتمر الوطني وشخصيات أمنية . كانت نتيجة سوق المواسير (خراب بيوت ) وسجون وخسائر وحالات كثيرة ما تزال بدون تعويض . اسواق المواسير في الفاشر والخوي و بحري والحصاحيصا وغيرها من المدن قائمة علي استغلال الطمع باستخدام الغش والخديعة وتصبح عملية (المسورة) وجه آخر للرباء حسب رأي الكثير من رجال الدين بعد تورط بعضهم في سوق مواسير الفاشر . أكثر حالات المسورة تكون مرتبطة بمناسبات الزواج و ما يرتبط بها من مقالب (العرس طلع ماسورة) او طباخهم ماسورة و الفنان طلع ماسورة و العريس ركّب فيهم ماسورة طلع محتال و ماسورة .
@ حكومة الانقاذ اعتمدت في سياستها علي طريقة (المسورة ) ومن قولة تيت ركّبوا في الشعب السوداني أكبر (ماسورة ) في تاريخه ، بواسطة عرّاب الانقلاب الشيخ الترابي من مقولته، (يذهب البشير للقصر رئيسا وأنا الي السجن حبيسا) وبعدها توالت المواسير بتعيين وزراء و ولاة و معتمدين (لا يهشوا ولا ينشوا) وزي ما بقولوا الجماعة (خشم باب من الكلاب) ، الانقاذ مارست (مسورة) الشعب السوداني عبر وثبة ماسورة و حوار ماسورة و انتخابات ماسورة ومرشحين مواسير وشجرة طلعت ماسورة ووالي في الشرق ماسورة وفي الغرب ماسورة و في الشمال ماسورة وفي الجزيرة ماسورة داخل ماسورة و … ماسورة و ماسورة حتي البنزين و الجازولين في الطلمبات طلع ماسورة (زايدنوا موية) و الصراف الآلي طلع ماسورة و السيولة طلعت ماسورة و منع ولائم الافطار الجماعي للمصالح الحكومية طلع ماسورة .
@ المجلس العسكرى الانتقالى من قولة تيت و بمجرد ما استلم البرهان اكد بأنهم زاهدون فى الحكم و سيسلمون الحكم للمدنيين لتبدأ المماطلة و المراوقة و التلكؤ و كل ما طالت فترة العسكر فى الحكم استطعموا كرسى السلطة و تمسكوا به ، حالتهم للآن ما (ضاقوا ) السفر للخارج و البروتكولات و المراسم و (البيرديم) ، وبدل السفريات واليورو و الدولار و تغيير الاجواء و ركوب الدرجات الاولى ممتازة و فلاشات الكاميرات و مأدبات الطعام الفاخر و أكل السوشي و مفارقة البوشى ، قبول الهدايا و التصوير بالزوايا و رحلات الغردقة للبلاج و الاردن للعلاج و استلام مفتاح الفلة الاولى والتانية و عقد قران الزوجة الثانية و التالثة و الرابعة لا عرفى و لا مسيار و المهر بالدولار . الشعب السودانى ملّ انتظار هذا المجلس العسكرى الذى لن يسلم السلطة للمدنيين مع سبق الاصرار على أن يعلن سيادته علينا، نعلم أن اعلان الحرية و التغيير فى كل مرة يمد فى حبال الصبر و هذا المجلس لا أمل و لا رجاء فيه أضاع شهر من عمر الثورة حتى يتمكن المجرمون من اخفاء جرائمهم بحرق المستندات و اخفاء الادلة و البراهين و و تأمين المسروقات و الهروب الكبير The great escape الذى يجرى الاعداد له بطائرات جارتر تركية قام العباس شقيق الرئيس بالترتيب لها بعد هروبه لتركيا ستغادر الطائرات مع اول خيوط الفجر و هذه كل الحكاية و المجلس خيب ظن الثوار و طلع ماسورة و لا نملك إلا أن ندعوا في هذا الشهر المبارك الذي تصفد فيه شياطين الجن و الانس أن نري هؤلاء (المواسير) في (المنجلة ) مقلوظين ب (مدربيتة) الشعب السوداني الفضل