نشر موقع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)على الانترنت نقلاً عن وسائل الاعلام الإسرائيلية، تصريحات لوزير الاستخبارات الإسرائيلي (إيلي كوهين) عن زيارته الاخيرة الى السودان قال فيها ضمن معلومات أخرى عن عملية التطبيع السوداني الإسرائيلي، إنه أهدى رئيس المجلس السيادي ووزير الدفاع (زيتاً وثماراً) من إنتاج الأرض المقدسة، وأنهم في المقابل أهدوه بندقية من طراز (ام 16 ) !
جاء في الخبر : “أعلنت إسرائيل أنها ستنجز اتفاقًا دبلوماسيًا مع السودان لتطبيع العلاقات بين البلدين في حفل توقيع يقام في العاصمة الأمريكية واشنطن في غضون ثلاثة أشهر”.
“وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين، لوسائل إعلام محلية، ان العمل يجري على مسودة اتفاق السلام، ونتوقع أن يُقام حفل توقيع لإسرائيل والسودان في واشنطن في غضون ثلاثة أشهر”. “ولم يعلق مسؤولون سودانيون على الخبر”.
و”أضاف (كوهين)، إن مسؤولين ناقشوا ثلاث خطط اقتصادية فضلاً عن تأمين الحدود، ولفت الى انه أهدى مضيفيه (زيتا وثمارا) من الارض المقدسة، وانهم في المقابل أهدوه بندقية من طراز (ام 16 ) عند رحيله. (انتهى الخبر)!
كان ذلك جزءاً من الخبر الذى نشرته هيئة الإذاعة البريطانية عن زيارة وزير الاستخبارات الإسرائيلي الى الخرطوم يوم الاثنين الماضي، على رأس وفد إسرائيلي لمناقشة المضي قدماً في عملية التطبيع مع السودان.
ولست هنا بصدد مناقشة عملية التطبيع التي حُسمت بموافقة العسكر الذين يتحكمون في كل شيء عليها، رغم أنهم يتحججون بضرورة موافقة المجلس التشريعي عليها، والذى لا يعرف أحد متى وكيف سيتشكل، وحتى لو تشكَّل بالفعل فإن موافقته على عملية التطبيع مضمونة بوجود الجبهة الثورية وحصولها على 75 مقعدا من مقاعد المجلس !
ولكنني مندهش من إهداء (بندقية) لزائر جاء باحثاً عن السلام، وحاملاً معه (ثمارا وزيتا) من انتاج بلاده (لو افترضنا انها كذلك)، بل من الأرض المقدسة، وأهداهما لمضيفيه، رئيس مجلس السيادة ووزير الدفاع، فهل من اللائق أن يردا إليه الهدية ببندقية؟!
وليتها بندقية صناعة سودانية خالصة و(تصميم سوداني)، ليعرف الزائر الثقيل مدى قدرتنا وتطورنا في صناعة أفضل انواع السلاح، ولكنها بندقية أمريكية المنشأ (ام 16 )، دخلت الى الخدمة قبل 60 عاما، وشاع استخدامها بين كل جيوش الارض، وجرى تطويرها مرات عديدة في السنوات اللاحقة، وتقوم الكثير من الدول بمحاكاتها وتصنيعها محلياً وهو ما نفعله نحن (مجرد نسخ)، ولدى إسرائيل الملايين منها وما هو أكثر تطوراً، فما هي الرسالة التي يريد ان ينقلها قادتنا الى الزائر الإسرائيلي الذى يعرف كل شيء عن ما ننتجه أو (ننسخه) من سلاح ؟!
تخيلوا .. يأتي إليك زائر ويهديك (فاكهة وزيتاً) من انتاج بلده أو (ما يعتبرها بلده)، فتهدي له في المقابل بندقيةً، بدلاً من زجاجة زيت سمسم او كيلو صمغ من انتاج أرضك وبلدك، وكأنها عقمت إلا من البنادق والقتل وسفك الدماء!