الاماتونج(سونا)- عدت بروفيسور انتصار صغيرون الزين وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الامتداد الأفقي الكبير جداً للتعليم العالي في السودان خلال الثلاثين عاماً الماضية وما أفرزه من وجود أكثر من “34” جامعة حكومية، و”20″ جامعة خاصة، و”87″ كلية أهلية وخاصة وأجنبية، واحدا من أكبر التحديات التي تواجههم على مستوى التعليم العالي، معتبرة أن هذا التوسع الكبير؛ شكل خصماً على الجودة ما استدعى الوقفة والمراجعة لهذه الأوضاع، ووصفت ما حدث للتعليم بأنه “تدمير ممنهج” من واقع أن أصحاب ثورة الإنقاذ كانوا يُدْرِكُون تماماً أن التعليم هو الذي يؤدي للفهم والرخاء في البلاد ما دفعهم لتدميره – على حد تعبيرها. وقالت “صغيرون” خلال مخاطبتها بمنطقة أربجي بمحلية الحصاحيصا مساء أمس حفل تأبين الشهداء الذي نظمته لجان المقاومة بالمنطقة، إن الثورة قامت من أجل تصحيح هذه الأوضاع التي أقرت بأنها تحتاج فترة من الزمن غير أنها أشارت إلى أن مهمتهم الآن هي البدء في هذا العمل. وتابعت: بما أن الثورة هي حرية سلام وعدالة؛ فمن الواجب أن نعترف بأن هنالك بعض الجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية، في إشارة لبروفيسور سمية أبو كشوة وزيرة التعليم العالي السابقة ونجاحها في تأمين موارد مالية للبحث العلمي بالجامعات باعتبار أن البحث هو أساس التطور والنماء. وأعادت التأكيد بضرورة أن تكون هنالك وقفة تصحيحية فيما يخص التوسع الكبير في الجامعات نظراً لأن البيئة الجامعية غير ملائمة للدراسة سواءً في كليات التربية التي تُخرج المدربين، أو في الطب والعلوم الصحية التي تُخرج الأطباء والممرضين وغيرهم، أو في المجالات الهندسية والدراسات الإنسانية المتنوعة على حد وصفها، كما أكدت أن البيئة من حيث الأستاذ الجامعي وما يعانيه، والبنيات التحتية، غير مساعدة تماماً ما يحتم التوقف عندها طويلاً كأحد الأهداف التي قامت من أجلها الثورة. وكان متحدثون في الاحتفال قد أشاروا إلى تراجع مستوى التعليم العالي تراجعاً مخيفاً بفعل الفصل التعسفي الذي قالوا إنه طال مئات الأساتذة بجانب هجرة الآلاف منهم في ظل تدني الأجور، وعدم توفر البيئة الصالحة للبحث، يضاف لذلك عمليات الإقصاء لأصحاب الخبرات من رجال التربية والتعليم غير الموالين للتوجهات “الإسلاموية” على حد وصفهم- في إطار سياسة التمكين البغيضة، هذا بجانب ما أسموه “شيطنة المناهج” السابقة عبر توظيف خدعة أسلمة العلوم التي قالوا إنها تناقض المفهوم الصحيح لعالميتها. وأكدوا أن ما حدث تم في ظل توجه رسالي عرقي تحت مسمى “المشروع الحضاري” الذي يتوهم أصحابه امتلاك الصواب الكامل – على حد تعبيرهم