مشهد في مسلسل مصري ..تظهر فيه احدي الصحفيات قائلة لرئيس التحرير انها اخذت موعد مع احدى الممثلات المشهورات لكي تجري معها حوارا صحفيا ..بدات في سرد الاسئلة المقترحة من جانبها على رئيس التحرير لاخذ رأيه ..تفاجات بضحكه من الاسئلة وانها تريد مناقشة الادوار التي قامت الممثلة المعروفة ..قال لها رئيس التحرير (احنا مستهدفين الشباب ..شوية العيال دول ..اللي لابسين بنطلون محزق ..وشعره مفلفل ..حاطط سماعة في ودنه ..لما يتكلم يقول لك اديني احدث رنات ..ايه اخر قيم بلي ستيشن ..العيال دول ما يفهموش في النقد والفكر والحاجات اللي توجع الدماغ دي ..دول شوية عيال يا بنتي ).
كنت اعتقد ان الاستخفاف بالجيل الحالي ..(صنع خصيصا للسودان ) …جاء هذا المشهد ليقول لي ..ان الامر قد عم القرى والحضر ..وانه في هذا الشعور الاستخفافي ..كلنا في الهم شرق ..وجدتني وانا اشاهد المسلسل ..اضحك قائلة (تخيل ان شوية العيال دول ..هم الذين اجبروا واحد من اطول الرؤساء جلوسا على كرسي الحكم ..اجبروه على التنحي ..عبر الصمود لأربعة اشهر في تظاهرات ..رفع لها العالم قبعات التحايا ..ووقفوا مذهولين يشاهدون تداعيات الثورة السودانية التي كتبت اسمها باحرف من نور في سجلات التاريخ) ..شوية العيال دول أذهلونا عبر تنظيم تظاهرات سلمية ..لم يستفزهم احد الى تركها رغم العنف الذي قابلهم ..وحصد منهم أرواحا طاهرة ..ٌقابلوا ربهم شهداء بررة .
بالأمس القريب ..تداول رواد السوشيال ميديا مقاطع فيديو يظهر اعضاء احزاب الحوار وهو يضربون بعضهم البعض ..مستخدمين الايدي والأرجل ..واستعان بعضهم بالكراسي ..حتى اطلقنا عليها (غزوة ذات الكراسي) ..وآخرين اطلقوا عليها (نهائي قرطبة) … واظهر فيديو آخر ..هؤلاء القوم وهم يتدافعون لتسليم رؤيتهم للمجلس العسكري ..الذي حسب رؤيته تسلم 177 رؤية للفترة الانتقالية ..هذه الرؤئ مقدمة من الاحزاب والحركات ..التي انقسمت فيما بينها بخاصية التبرعم .وصار كل برعم حزب ..وحركة ..
الشئ الذي دار بخلدي ..مقارنة حال هذه الاحزاب التي قدمت رؤيتها ..والتي لم تحتمل بعضها خلال هذه السويعات في القاعة ..وقاموا بضرب بعضهم البعض ..مستخدمين (كراسي الدولة ) ..قارنتهم بوضع الشباب والشابات في القيادة الذين يديرون دولة كاملة ..بنظام ومحبة ..لهم جهاز امن وتفتيش ..ولهم وزراء اقتصاد يدبرون جمع التبرعات (للطقة والشاي) ..ولهم وزراء ثقافة يرتبون الليالي الثقافية والندوات الفكرية ..ويقيمون معارض كتاب ..ولهم وزراء ارشاد ياتون بالأئمة لاقامة صلاة الجماعة ..ولهم وزراء كهرباء ..يقومون بتوصيل الكهرباء للاعتصام ..ولهم وزراء تخطيط ..اقاموا الخيام المبردة ..وقاموا بتركيب المكيفات ..ولهم وزراء صحة اسسوا نقاط صحية للمتابعة ..والطوارئ ..شباب زي الورد يعيشون في مجتمع تكافلي ظاهره الرحمة وباطنه المودة والتوادد والتآلف ..رغم تلك الجموع الكثيفة لم تسجل لهم حتى الان عراكا ومشاجرات مثل التي حدثت في قاعة الصداقة ..ولا يزال البعض يشكك في الجيل الحالي ويطلق عليهم لقب (شوية عيال)
الحق يقال ..طلعنا نحن العيال ..فاهو جيلنا انقسمت فيه الاحزاب والحركات ..كل يغني على ليلاه ..وهاهو جيلنا وقف متفرجا على المذابح ..والمآسي ..ولم يفتح الله عليه بكلمة والجنوب يذهب كأنه لم يكن جزءا من الوطن .وكلو كوم ..وعندما اتت الفرصة ..وفتح هؤلاء الشباب معبرا للحرية ..وقامت الثورة ..وآن الأوان ان تتحد كلمة الجميع …في قاعة الصداقة تناقلت القنوات العالمية مشاهد ..اشتباك الأيدي ليس مصافحة بل للعراك ..وتصايح القوم بالشتائم لبعضهم البعض ..في قاعة الصداقة تذكر الجميع خلافاتهم ..ونسوا الوطن ..حينها قررت ان اعلنها داوية ..تنحوا جميعا ..وأتركوا الامر لهؤلاء الصغار ..فقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك ..انهم هم الكبار ..وان ابطال معركة ذات الكراسي هم (شوية عيال )