صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شوارع تشيف وموانئ ما تشيف

13

بشفافية – حيدر المكاشفي

شوارع تشيف وموانئ ما تشيف

تصدت السلطات الأمنية الانقلابية بالولاية الشمالية لفتح طريق شريان الشمال بالقوة بمنطقة (حفير مشو) بالقرب من عاصمة الولاية دنقلا ، وتقدمت القوة العسكرية الأمنية بآلياتها وعرباتها فوج الشاحنات المصرية المحملة بالموارد والبضائع والخيرات السودانية، لتفتح أمامها الطريق وتوفر لها الحماية اللازمة حتى معبر أرقين الحدودي مع مصر، ويشار الى أن لجان المقاومة بالولاية الشمالية المعروفة ب(تروس الشمال)، أغلقت هذا الطريق وأقامت عليه التروس كوسيلة تعبير احتجاجي لتحقيق مطالب أهل الولاية المشروعة، وفي حادثة أخرى اعتقلت القوات الأمنية الانقلابية فريق التغطية الاعلامية التابع لهيئة الاذاعة والتلفزيون البريطاني (بي بي سي)، قبل أن يفرج عنهم لاحقا،

 وكان منسوبين للاستخبارات العسكرية، اقتادوا فريق البي بي سي الاعلامي المشكل من المنتج محمد ابراهيم مصري الجنسية)، والمراسل فراس كيلاني (بريطاني الجنسية)، والمصور مارك بونسكي (بريطاني الجنسية)، أثناء توجههم لتغطية مواكب 7 فبراير، ولكن قبل أن يصلوا الى نقطة تجمع الثوار عند محطة باشدار، اعتقلتهم القوة الاستخباراتية واخضعتهم لتحقيق امتد لنحو اربعة ساعات، قبل تسليمهم الى النيابة بقسم الخرطوم شمال، ليتم بعدها الافراج عنهم ليلا بالضمان بعد فتح بلاغ في مواجهتهم بدعوى الاخلال بالسلامة العامة، ليطلق سراحهم بعد ذلك ويشطب البلاغ لسلامة وقانونية موقف فريق البي بي سي، لدخولهم البلاد بالطريق الرسمي والقانوني واكملوا كافة التصديقات الرسمية التي تكفل لهم التحرك في الخرطوم وولايتي البحر الأحمر ودارفور، وتم تسليم فريق البي بي سي المعدات والاجهزة التي احتجزتها السلطات، ويشار هنا الى ان فريق البي بي سي كان قبل اعتقاله قد غطى مسيرة الفلول المؤيدة للجيش، كما اجرى مقابلة مع ابراهيم جابر عضو مجلس السيادة الانقلابي، دون ان تعترضه أية جهة، ولكنه عندما حاول تغطية موكب الثوار تم اعتقاله ومنعه من تغطية موكب الثوار..

هذان الحدثان، حدث فض اعتصام الشمال بالقوة في الوقت الذي كانت فيه عملية اغلاق الموانئ وقطع الطريق الرئيسي الذي يربط ميناء السودان بكل أرجاء البلاد الاخرى، التي تسببت في خسائر فادحة للبلاد بما لايقارن بنسبة واحد على مليار من خسائر اغلاق شريان الشمال، وعلى رغم ذلك كان اغلاق الشرق يجد الحماية الكاملة التي توفرها له السلطات العسكرية والامنية لدرجة تبلغ مستوى التدليل، والحدث الآخر المتمثل في السماح لفريق البي بي سي لتغطية مسيرة الفلول، فيما يتم منعه من تغطية موكب الثوار بل واعتقال أفراد الفريق، وغير هذين الحدثين هناك الكثير من التصرفات والمواقف التي تكشف الى أي مدى ان الانقلابيين يكيلون بمكيالين تجاه الحدث الواحد، ولا يسمحون بأي نشاط الا ما يدعمهم ويوافق هواهم، أما ما عدا ذلك فمصيره القمع والقتل والسحل، وهذا هو التحيز الظالم الذي ينتهك مبدأ اساسي في القانون مؤداه ان جميع الأطراف يجب أن تقف على قدم المساواة أمام القانون، وهو أيضا انتهاك صريح لمبدأ العدالة المعروفة، والذي يقوم على أساس افتراض أن نفس المعايير ينبغي أن تطبق على جميع الناس..

وقد صدق أحد الادروبات الذي كان يعمل ضمن فريق كلات الموانئ الغبش التعاني، ادروب عندما انهى دوامه اليومي داخل الميناء وهم بالخروج، استوقفه حارس البوابة عندما لاحظ وجود شئ في أحد جيوب السديري، أمره الحارس الذي شك ان ادروب ربما استولى على شئ أو قل نهب شيئا من داخل الميناء، ان يريه هذا الشئ، اخرج أدروب الشئ وكان (حقة تمباك)، فقال للحارس هازئا وساخرا (حقة تمباك تشيف وقندراني ما تشيف)، وكان احد القندرانات قد اختفى من داخل الميناء في ظروف غامضة..

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد