أعلنت شركات روسية عزمها زيادة استثماراتها بالسودان والمساعدة في معالجة وإيجاد البدائل للزئبق والسيانيت، مؤكدة على متانة العلاقات السودانية الروسية مهما تغيرت الحكومات، وهنأ رئيس الجانب الفني في اللجنة السودانية الروسية المشتركة انعاموف نور الدين خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجموعة العمل السودانية الروسية للتعاون في مجال الجيولوجيا أمس، الشعب السوداني بالحرية والسلام والتغيير، وقال مهما تغيرت الحكومات فإن علاقاتنا وصداقتنا باقية مع السودان، مؤكداً المضي قدماً في تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين، مع تقوية وتطوير العلاقات والعمل على فتح كل المجالات وتسخير الإمكانات، مشيراً لدخول ثلاث شركات روسية حيز الإنتاج التعديني في السودان، ملتزماً بالعمل على معالجة المشاكل التي تواجه الشركات الروسية في السودان، وقال سنمضي قدماً في مجال التدريب وإيجاد البدائل عن استخدام الزئبق من خلال الخبرات الروسية المختصة والتقنيات الحديثة.
من جانبه أشار مدير عام هيئة الأبحاث الجيولوجية سليمان عبد الرحمن لدخول السودان عهد جديد وحكومة جديدة وفرص للاستثمار أكبر، وأكد انفتاح السودان الكامل للاستثمار في مجال التعدين، داعياً الشركات الروسية للتعاون مع السودان من أجل التخلص من الزئبق وفتح فرص التدريب، مشيراً لوجود أكثر من (60) شركة تعمل في مجال مخلفات التعدين، داعياً إلى دخول المزيد من الشركات الروسية الجادة التي تستخدم التكنولوجيا للسودان لتدريب الكوادر السودانية، وقال إن السودان مهموم بمشكلة الزئبق، وأشار إلى السعي من خلال اللجنة للحد من استخدام الزئبق والبحث عن البدائل، مناشداً دولة روسيا للمساعدة في التخلص من الزئبق، داعياً الشركات الروسية الموجودة في السودان إلى دعوة التي لم تأتِ، قائلاً إن السودان مفتوح للتعدين في مجال البحث عن المعادن وتطوير المعامل والتدريب.
من جانبه دعا وكيل وزارة الطاقة والتعدين، د.حامد سليمان الشركات الروسية لتنويع الاستثمار في مجال المعادن دون التركيز على معدن الذهب، مشيراً إلى ضرورة أن يستصحب عملية الإنتاج تصنيع المعادن التي يمكن أن تصنع داخل السودان، وقال ما يهمنا في الأمر الإنسان، داعياً إلى أخذ مسألة البيئة كأحد المواضيع المهمة في هذه العلاقات والبروتكولات، مشدداً على ضرورة أن يظل التعاون الروسي مستمراً في مجال المعادن، كما قال لا بد أن تكون الشركات الروسية المستثمرة نوعية ولديها إمكانات وتقنية عالية، وأضاف على أن تكون هذه الشركات مدارس مفتوحة لنقل الخبرة، داعياً إلى الانفتاح على المعاهد الروسية.
وأكد السفير الروسي سيرجي استعداد حكومته لمساعدة السودان في التخلص من استخدام الزئبق في التعدين التقليدي، لكنه قال إن بدء العمل في هذا الجانب مرهون بيد الحكومة السودانية، كما قال إنه يتوقف على البيئة الداخلية، مشيراً إلى وجود مليون شخص يعملون في هذا القطاع، داعياً إلى خلق التوازن بين توفير فرص العمل والحفاظ على صحة العاملين في قطاع التعدين التقليدي، وقال إن روسيا تمتلك التكنولوجيا لاستخراج الذهب بدون استخدام الزئبق، وأبدى استعدادهم لمساعدة السودان في هذا الجانب، مشيراً إلى وجود شركات روسية في السودان يمكنها المساعدة في هذا الجانب خاصة شركة كوش، قائلاً إنها رائدة في هذا المجال ولديها خبرة في تجنيب الزئبق، كاشفاً عن خطة عمل لنقل هذا الأمر إلى السودان، كما أشار إلى وجود شركة روسية تعمل في البحر الأحمر منذ عامين، مشيراً إلى شركات بخلاف الروسية تعمل في مجال الذهب، وقال إنهم بدأوا العمل في العام 2013، وإن اللجنة الاقتصادية السودانية الروسية تعمل في إطار التعاون الاقتصادي والتجاري وانعقادها مربوط بالاتفاق على جدول العمال، مضيفاً أنه تم تحديد لجنة الجيولوجيا باعتبارها أكبر لجنة للمشاركة في أعمال هذه المجموعة.