صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سيولة مفاوضات.!

12

العصب السابع

شمائل النور

سيولة مفاوضات.!

لدرجة معقولة كان الانطباع العام أن مفاوضات جوبا بين الحكومة والحركات المسلحة سوف تفضي إلى وضع اللبنة الأولى في طريق السلام، وهذا الانطباع مصدره التصريحات الإيجابية التي ترد من هناك مع استمرار عملية التفاوض التي لم تتعرض لإنهيار سريع كما جرت العادة طيلة السنوات الماضية.

أمس الأول نشرت صفحة الوكالة الرسمية “سونا” تصريحاً لعضو مجلس السيادة؛ ياسر العطا متحدثا عن سير المفاوضات مع “مسار الوسط” ثم تصريحا آخر عن ذات المسار تحدث فيه عضو الجبهة الثورية؛ التوم هجو.

المفهوم من هذه التصريحات أن التوم هجو يمثل مسارا منفصلا وهو مسار الوسط مثله مثل مسار دارفور ومسار المنطقتين ومسار الشرق.

تقريباً تفاجأ الكثيرون بأن هناك مسار وسط في مفاوضات السلام، ويمثله التوم هجو، طبعا لا يبدو منطقيا طرح السؤال: من فوض التوم هجو بالحديث باسم الوسط حتى يتزعم مسارا بإسمه، وقبل كل ذلك، هل توجد حركة حاملة سلاح في الوسط.

الذي اتضح أن ما يحدث في جوبا مقلق، ليس فقط في تعدد مسارات التفاوض، بل في محاولة الأطراف الرئيسية محاولة إيجاد مقاعد عبر امتطاء مسارات وهمية. أي وسط يمثله التوم هجو، ومن فوضه، بل ماهي قضايا الوسط المزعوم.

إن أسوأ ما يمكن أن ترتكبه ما تعتبر نخبة سياسية أن تضع أهدافها الشخصية على حساب ما ينبغي أن يكون على مستوى المسؤولية الوطنية.

إن كان ما يحدث في جوبا هدفه الرئيسي إيجاد وظائف أو خلقها من العدم فليكن ذلك بعيدا عن عملية السلام.

الذي أقعد بعملية السلام طيلة السنوات الماضية هو بالأصل التعامل مع القضية باعتبارها شغل وظائف وتقسيم حصص في مناصب الدولة.

هذه الثورة عظيمة وتضحياتها جسام، المطلوب أن يكون العمل جادا وحقيقيا بقدر هذه التضحيات…على الفاعلين في القرار أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية.

التيار

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد