لا تزال خطة المجلس العسكري لقتل الاعتصام مستمرة وأيضا استمراره في الحكم يبدو أنه لا نهاية له ويجد ضمانات من قبل جهات خارجية لإيقاف تحذيرات الاتحاد الإفريقي المستمرة، وكله وارد في ميدان السياسة.
لا أحد بات يثق في المجلس العسكري عدا بعض الواهمين، وأشك كثيراً في رغبته تسليم السلطة لمدنيين إلا إن كانوا ذات المدنيين الذين مثلوا أحزاب الفكة في الحوار الوطني المزعوم، ويبدو ذلك واضحا جدا من خلال مماطلته المستمرة لتنفيذ وعوده لقوى إعلان الحرية والتغيير والمعتصمين من خلفهم.
المجلس العسكري سيئ النوايا حسب الواضح حتى الآن ويعمل حسب خطة جاهزة ومرتب لها تماما من دول خارجية أبرزها الإمارات والسعودية بعد أن تكشفت ملامح هذه النوايا في الغزل الصريح للمجلس العسكري والدعوات المستمرة وأخيرا الزيارات المستمرة لقيادات إماراتية للخرطوم والعكس.
مماطلة العسكر وتجاوزه لقوى إعلان الحرية والتغيير وعدم رغبته في تنفيذ مطالب الثوار يظهر في تقمصه لدور الحاكم العام أو الرئيس الفعلي للبلاد واستمراره في تجاوز صلاحيات بقيامه بذات دور المؤتمر الوطني في لملمة البسطاء والسذج والإملاء عليهم بالقيام بدور الوصي على الثورة وارتفاع أصواتهم المطالبة بعدم الاستماع إلى قوى إعلان الحرية والتغيير واستغلال الطيبة والغيرة الدينية لدى بعض زعماء العشائر والقيادات الأهلية من خلال لقاءات مستمرة معهم داخل القصر الجمهوري الذي أصبح قبلة جميع طالبي السلطة والانتهازيين والباحثين عن موطئ قدم. بجانب لجوئه إلى عامل الزمن، فالمماطلة كلما زادت زاد غضب وملل الثوار وبالتالي زاد غضبهم على التجمع والقوى التي تمثيلهم. إضافة إلى السعي لضرب القوى بعضها البعض لإضعاف دورها وإفقادها الثقة من قبل الثوار وهو الأمر الذي يعمل عليه المجلس بقوة عامل الخلافات بين القوى بعضها ضد بعض وسيحاول تأجيج الصراعات بين قوى الحرية والتغيير والحركات المسلحة المؤيدة للثورة غير الموقعة على إعلان الحريه والتغيير.
هذه وغيرها من خطط لإجهاض الثورة تتطلب اليقظة التامة من قبل الثوار وذلك بعدة وسائل أبرزها زيادة الضغط على المجلس العسكري والتعامل معه بحسم، وقوة. بالاستمرار في المقاومة السلمية مثل الاعتصام والعودة للعمل بلجان الأحياء. والاعتصام في أماكن حيوية مثل المطار والشوارع الرئيسية بالعاصمة والولايات خاصة الولايات المؤثرة.
ولا بد أن يستمر الضغط الثوري الجماهيري على الدول الخارجية الداعمة للمجلس العسكري وإيصال رسالة واضحة بأن الثورة والتغيير في السودان شأن داخلي، غير مسموح بتجاوزه مهما كانت الأسباب.
بيان المجلس العسكري بالأمس جاء متأخرا لذا سنعود له غدا إن مد الله في الآجال.