أطلقت قوات الأمن السودانية صباح اليوم الثلاثاء الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين المعارضين للحكومة، الذين احتشدوا بالقرب من مقر الجيش في الخرطوم لليلة الثالثة على التوالي، كما سمع أيضا دوي إطلاق نار، بحسب ما أفاد شهود، في وقت أفادت فيه أنباء بسقوط المزيد من الجرحى والقتلى في مواقع أخرى.
وسمع مراسل وكالة فرانس برس في المكان دوي إطلاق النار الذي استمر بين ثلاث وأربع دقائق.
وقال شهود وأحد المتظاهرين، إن عناصر جهاز المخابرات الوطني وشرطة مكافحة الشغب، أطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، غير أنهم أضافوا أن من الصعب تحديد الجهة التي أطلقت النار.
وقال شاهد موجود بالقرب من موقع التظاهرة لفرانس برس إن “عناصر الأمن يطلقون الغاز المسيل للدّموع. أستطيع أن أرى متظاهرين يكحون ويغطون وجوههم بأيديهم وبأقنعة طبية”. وأضاف “يمكنني أيضا سماع طلقات نارية، ولكن من غير الواضح من يطلِق النار”.
وأظهر بث مباشر لتلفزيون الحدث صباح يوم الثلاثاء، سماع دوي إطلاق نار كثيف خلال احتجاج خارج مقر وزارة الدفاع في الخرطوم، فيما قال نشطاء في بيان إن قوات الأمن تحاول تفريقهم بالقوة.
وجاء في البيان الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن جنود الجيش الذين يحرسون الوزارة يحاولون حماية المتظاهرين.
ولا تبدو حتى الآن في الأفق أي مؤشرات على إمكانية الاستجابة لمطلب المعتصمين المتمثل في إزاحة الرئيس عمر البشير، سواء بدعم من الجيش أو من دونه.
وقال البشير مساء الإثنين، خلال ترؤسه اجتماعا طارئا لحزب المؤتمر الوطني الحاكم إن السودانيين سيعبرون الأزمة الحالية وهم أكثر قوة وتماسكا.
وطالب الرئيس السوداني الحزب باتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق الطمأنينة وتطبيع الحياة العامة في البلاد.
وقبل ذلك، اتهم وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف جهات لم يسمها بأنها تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في الجيش وبث فتنة بين مكونات المنظومة الأمنية في البلاد.