صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سفينة الانقاذ وقشة المهنيين

14

بلا حدود

هنادي الصديق

سفينة الانقاذ وقشة المهنيين


مع إقتراب وصول سفينة المهنيين إلى مرساها .. وغرق سفينة الإنقاذ بمن فيها من قيادات وقواعد، بدأت الهستريا تضرب منسوبي الحزب الحاكم وأحزابه الموالية، فبتنا كل يوم نصبح على تصريح قيادي إسلامي ونمسي على وولولة قيادي موالي.
الكل أصبح يبحث عن مخرج، والكل بات كارها الوطني مستحيا من وصمه بوصمة )كوز(، لا يهمهم كيفية سبل ولا طرق المخارجة، بل المهم إيجاد طوق النجاة، حتى وإن كان هذا الطوق هو )قشة تجمع المهنيين( الذي وصفوه بأبشع الصفات وبحثوا كثيرا في قاموسه وجداوله بحثا عن ثغرات ينفذوا من خلالها لضربه، واجتهدوا وسهروا وصرفوا من خزينة الدولة صرف من لا يخشى الفقر لمعرفة عناصره وقيادته، وشلَ حركته وبالتأكيد كان الفشل حليفهم.
فبالامس القريب أعلن القيادي الإسلامي )أحمد عبدالرحمن محمد( في حوار صحفي له بصحيفة الجريدة قوله بأن )القصة باظت وعلينا بالسردبة بس(. وقبله بكثير الاسلامي يوسف الكودة الذي خرج من عباءة الوطني وغادر بلاد المسلمين ليستقر في بلاد )الكفار الفجَار(.
وسبق ذلك التصريح عدة تصريحات تدور في ذات السياق، تزامن ذلك مع تصريحات نارية لحلفاء المؤتمر الوطني وشركاؤه في الحكومة من اتحادي اصل وفصل وأمة نهار وليل، وشعبي اصل وشعبي صورة وغيرهم ممن تجاوزهم قطار الترضيات والموازنات والمحاصصات التي جاءت بالحكومة هذه المرة على هوى الرئيس فقط وليس المؤتمر الوطني.
فالقطار تجاوز احمد بلال عثمان و نهار وقبله كمال عمر وقبلهم غازي صلاح الدين.. والقائمة تطول.
شخصيا لست من دعاة الإقصاء بأي حال، وفي نفس الوقت لا أدعو لفتح الباب على مصراعيه لكل من هبَ ودب من الإسلاميين الذين تلوثت أيديهم بدماء أبناء الوطن ومن شياطينهم الخرس الساكتين عن قول الحق وهم يرون البلاد تنشطر وتتمزق وتُنهب مواردها، دون أن يكون لهم كلمة حق يقولونها للتاريخ.
الإسلاميون يريدون اليوم التودد لتجمع المهنيين بعد أن فشلوا في تأليب الشارع ضده، وبعد أن خارت قواهم وهم يستميتون في زعزعة صفوف المعارضة وتشتيت أوراقها كما تعودوا بإستخدامهم أبشع الأساليب، مرة بتأليف سيناريوهات كاذبة، وأخرى بإطلاق إشاعات خائبة، ولما أيقنوا من فشلهم التام مع إزدياد هدير الشارع وإنضمام الالاف يوميا لمواكب تجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير، تغيرت لغة الكثيرين منهم، وحلَ محلها غزل خفي وخجول لتجمع المهنيين ودعوات لحزبهم الحاكم بضرورة الاستماع لصوت الشارع والجلوس مع قيادات تجمع المهنيين لحوار يفضي إلى إنتقال سلمي للسلطة، وهناك من يريدها فترة إنتقالية برئاسة البشير )خوفا وطمعا في ذات الوقت(، وهناك من يريدها علاقة شراكة مستقبلية حفاظا على مصالحهم بطبيعة الحال.
ولكن الثوار قالوا كلمتهم والشارع ظل يرددها يوميا، اللا حوار ولا إنكسار .. وباتت عبارة )تسقط بس(هي أنشودة الثورة المحببة يرددها الصغار قبل الكبار، لذا فالباحثون عن )قشة تجمع المهنيين( للنجاة من سفينة الإنقاذ مؤكد سيطالهم زلزال الشارع وستغرقهم أمواج الشباب الثائر حيث لن تجدي عندها تصريحات مهادنة ولا كشف أوراق ولا طلبات سماح وغفران. فكل من أذنب في حق الشعب السوداني حتما سيلاقى جزاؤه، وكل من تلطخت يداه بدماء ابناء وشهداء الوطن مصيره المحاكمة، وكل من فرط في شبر من ارض البلد، وباع قيراطا من ترابه او نهب مليما من خزينته أو كنز وهرَب جراما من ذهبه او نحاسه او ملجراما من نفطه دون وجه حق، فأمره متروك لقضاة العدالة الحقيقيون عقب انتهاء الثورة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد