بعد غيبة امتدت لعدة سنوات ، زرت أمس مدينة “جوبا” .. حاضرة جنوب السودان ، رفقة وزير الخارجية الدكتور “الدرديري محمد أحمد” ،الذي وصلها )الجمعة( في زيارة ليوم واحد .
في قصر الرئاسة ، استقبل الرئيس “سلفاكير” الوزير “الدرديري” ووفده ، واستمع لرسالة الرئيس “البشير” المنقولة عبر وزير خارحيته ، وتتعلق بترتيبات إنفاذ اتفاقية السلام في الجنوب، التي وقعها الفرقاء في الخرطوم قبل نحو شهرين .
الكل يسأل عن مواقيت التنفيذ ، يأمل أن تدخل البلاد في مرحلة استقرار وسلام دائم بعد حرب استمرت لخمس سنوات ، أكلت الأخضر واليابس ، وعطلت مشاريع التنمية والخدمات بالدولة المستقلة عن السودان في العام )2011 م( .
أبلى الوزير “الدرديري” بلاءً حسناً في صناعة هذه الاتفاقية ، ويشقى حالياً في خطوات تنفيذ بنودها واقعاً يزهر خيراً وتنميةً بين الناس في ربوع الإستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل .
استقبال الوفد كان حاراً ، وجديراً بالرجل الذي بذل جهداً كبيراً على مدى )81( يوماً ، حتى تكللت مساعيه بتوقيع الأطراف على اتفاقية السلام في “الخرطوم” .
صدق زعيم المعارضة الجنوبية الدكتور “رياك مشار” عندما قال قبل ثلاث سنوات : )السودان وحده القادر على تحقيق السلام في الجنوب(، وهذا ما كرره لي بالنص أمس وزير الإعلام و الاتصالات الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب “مايكل مكوي” ، قائلاً: بأنهم ظلوا في أديس أبابا )14( شهراً في مفاوضات طويلة ، ولكن دون الوصول لسلام ، مؤكداً أن السودانيين هم ودون غيرهم الذين يعرفون الجنوب والجنوبيين جيداً .
الأجواء الآن إيجابية جداً ، والعلاقات بين السودان والجنوب في أفضل حالاتها ، فعلى الجميع ، خاصة أطراف المعارضة الجنوبية أن تسعى حثيثاً لتذليل الصعاب والذهاب إلى جوبا ، دون تأخير أو تشكيك