حرف ونبض
مياده القراى
سارحه مالك
من أجمل وأروع الاغاني التي تغني به الموسيقار محمد الامين اغنيه الجريده او سارحه مالك في هي من احب الاغاني الي قلبي لروعت كلماتها التي تاخذك معاها لتشاهد مشهد مسرحي صامت فيه اسمي ايات الحب والغرام والعتاب والعناد هذه الاغنيه التي استعمت اليه مساءً قبل ايام قلايل في مراكبه عامه كان يغلب عليها الهدوء من جميع الركاب سؤي فتاة وشاب كانوا علي مقربه مني لكن همساتهم لم تمعنيني من الابحار مع هذه السلفونيه الغزبه الالحان وجميلات الكلمات والعبارات التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني، وعندما تمعنت النظر الي من حولي اكتشفت بانني لست الوحيدة التي ذابت احساسيها مع هذه الاغنيه فقد شاركني الاستمتاع بها رجل ارتسمت علي ملاحم وجه علامات الكبر ووالوقار فربما يكون في عقده السابع او الثامن من عمره كانت شفتيه التي كشفت خلو فاه من الاسنان الاماميه تددن وتردد مع ود الامين بذات الاحساس ولكن باسلوبه الخاص فقد كان يردد بعض المقاطع ويصمت سارحا ثم يعود مره اخري الي الدندنه ولكنني تحسرت بان نهايه رحلته حرمته من اكمال المشهد المسرحي الذي جسدته كلمات الشاعر فضل الله محمد الذي ترجم احساسه ومشاعره بمقاطع حملت اسم الجريده…تلك الجريده التي صرفت اهتمام محبوبته عنه وهي تتفصحها فاصبحت سارحه وشارده الذهن عنه وهو يجلس امامها في صمت بعد غياب وفرقه شامله دامت شهور طويله وعيونه التي ارتوت من الدموع وقبله المشتاق اليها يتسأل عن اهميه ما تقراه محبوبته من خبر او قصه وهو الذي اتي بكل ما فيه من حنين واشواق يحمل لها اخبار سعيده … وهنا يطلب منها التخلي عن عنادها والتفرغ له والاستماع اليه وبعد ان مهد له ما يريد قوله تراجع عن ذلك فجأءه تاركا عينيها تناظر حروف الجريده بعد ان مضت ساعه علي جلوسهما وهنا قرر ان يصمت وينعاد مثل عنادها الا ان دقات قلبه النابضه بحبها جعلته لايقوي علي فعل ذلك فإعلن استسلامه وسلم امره الي لله وقرر ان يقول ما يود قوله لوحيدته التي يقرأ في عيونها حياته واحلامه وهي مشغوله بجريدة … ورغم هذا الانشغال المصتنع استجمع قواه اخيرا وقال لها بحبك يا وحيده.