بلاشك أنّ الحكومة الانتقالية ضلّت طريقها للمواطن وما عادت تهتم بترضيته أو المُسارعة في تحقيق مُتطلّباته ، بدليل استمرارها في تنفيذ سياستها ، لقد استطاعت مدعومة بشدة الأزمات وقسوتها في قص ريش أجنحته وتركته ساكناً مُجنّحاً لا يقوى على الاعتراض ، لقد استغلّت صمته النيل وانشغاله بتوفير حاجياته استغلالاً بشعاً بمُضاعفتها لأزماته وارهاقه بزيادة مُعاناته ، والأفق يخلو من شُعاعٍ يبّث في النفوس بعض الأمل بأنّ الغد يحمل في أحشاءه شئ من الرفاه ، لقد استجار المواطن بها من رمضاء من كانوا قبلها واختارها ليستظِل بها لا ليكتوي بنيران سياساتها الكارثية الداعمة للأزمة المعيشية التي يعيشها في يومنا هذا.
تفاجأ الجميع بارتفاع أسعار الوقود (الشحيح) وزياداته المُخيفة ، والتي لم تُكلّف الوزارة المعنية نفسها عناء الاعلان عنها ولم يجتهد قادتها في الإيتاء إلينا بمثل تلك التبريرات الواهية التي اعتدنا سماعها في مؤتمراتهم الصحفية المُملة المُنعقدة على الدوام بسببٍ أو بدونه ، وليتهم قاموا بتوفيره أولاً وزيادته ثانيا ، لقد رفعوا بجرأة أسعاره وليذهب المواطن المسحوق إلى حيثُ يُريد ، ولن تتوقف الأسعار عند هذا الحد بل ستستمِر الزيادة كما رشح في الأخبار على لسان الوزير ، وافق عليها المواطن أم لم يوافق فهذا شأن يخُصه ، المُهم أنّ الوزارة ماضية في تنفيذ سياستها حتى ولو توقفت حركة الناس والمنتجات بسبب ارتفاع أسعار النقل ، ولا يهُم إذا احترقت المشاريع الزراعية وتوقفت ماكينات المشاريع الصناعية .
أيُعقل يا سادة .. لماذا الاصرار على قطع روابط الود بينكم والمواطن..؟
لقد احتمل المواطن ما فيه الكفاية ولقد جاء بكم لتخفيف حمل أثقال الأزمات عنه لا لردمها وزيادتها فوق عاتقه ، لقد نكصتُم عن عهودكم معه وتناسيّتُم عمداً وعودكم له بأنّ غد الثورة الزاهي لن يكون كأمس الإنقاذ البئيس ، وما يعيشه الأن يُنافي القول ، ويُباعِد بينكم وبين شعب دفعه العبث بمكتسباته من قبل لتحمّل كُل صنوف الردع والقمع وخرج بشجاعة لأجل سودان خال من الأزمات ، ولولاه لما كُنتُم تنعمون اليوم بمكاتبٍ وثيرة لا ينقطع أزيز مُكيفاتها ، ولم يتسبّب الانقطاع الكهربائي في اطفاء لمباتها ، ولولاه لما جلستُم في مقاعد السيارات الفارهة المُظلّلة المُكيفة التي لا يعرف من يقودونها لكُم أسعار محروقاتها ، ولا يعلمون كيف ومتى تتراص سيارات المواطن في صفوف محطات الوقود.
ماذا يُريد من يُصِر على إيذاء الناس بمثل هذه الزيادات ، والبلاد للأسف الأزمات تُحاصِرها من كُل الاتجاهات والضائقة الاقتصادية قضت على أخضر المواطن ونسفت اليابس ، وليتكُم تعلمون أو تشعرون بأنّ فأس الزيادات الخطير سيقع مُباشرة على رأس مواطن لم يعُد فيه مكان لمثل هذه الضربات الموجعة.