كشفت روسيا اليوم، الجمعة، لأول مرّة، عن بنود اتفاق عسكري أبرمته مع النظام السوداني السابق في عهد المخلوع عمر البشير، والذي سهّل دخول سفن حربية إلى موانئ السودان على البحر الأحمر، دخل حيز التنفيذ في 9 أيار/ مايو الجاري.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن موقع بوابة المعلومات القانونية الروسي، قوله إن “الاتفاقية تنص على السماح بدخول السفن الحربية بعد الإخطار بذلك في موعد لا يتجاوز 7 أيام عمل قبل تاريخ الدخول”.
وجاء في نص هذه الاتفاقية أن “الغرض منها تطوير التعاون العسكري بين البلدين وفقا لقوانينهما ومبادئ وقواعد القانون الدولي والمعاهدات الدولية التي تكون روسيا وجمهورية السودان طرفين فيها”.
وسيتبادل الطرفان، بموجب الاتفاقية، الآراء والمعلومات حول القضايا العسكرية والسياسية، وقضايا تعزيز الثقة المتبادلة والأمن الدولي.
وبالإضافة إلى ذلك، سيعمل كلا البلدين على تطوير العلاقات في مجال التدريب العسكري المشترك للقوات، والتدريب الهندسي، والتعليم العسكري، والطب العسكري، والتاريخ العسكري، والتضاريس العسكرية، والهيدروغرافيا العسكرية، والرياضة والثقافة.
كما ستتشارك روسيا والسودان تجربتهما في عمليات حفظ السلام تحت رعاية الأمم المتحدة، والتفاعل في أنشطة البحث والإنقاذ في البحر.
ولم تؤثر الأحداث الجارية في السودان، وعزل البشير، والاحتجاجات المستمرة هناك، على دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ، إلا أنها قد نفسر أسباب التلكؤ الروسي في التعليق على إسقاط الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير.
وشهدت العلاقات السودانيّة الروسية تطورًا في آخر سنوات البشير، ظهرت جليًا في زيارة البشير لدمشق عبر طائرة روسيّة، وحينها ذكر موقع “إنتلجينس أونلاين” الفرنسي إن الزيارة تعكس رغبة البشير أن يكون رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وسيطه عند المسؤولين الروس.
وسعى السودان، للتغلب على أزمتة الماليّة الخانقة، في آخر سنوات البشير، إلى إقامة شراكات مع روسيا في مشاريع تنقيب عن المعادن، بما في ذلك اليورانيوم الذي تلهث وراءه روسيا ودول غربية عدة.
ووفقًا للموقع، انتهت بعض الدراسات إلى توفر هذا المعدن الذي يدخل في مجال تصنيع الأسلحة النووية، في مواقع غربيّ السودان حيث أصبح الوضع الأمني مشجعا على البدء بمثل هذا النشاط.
وتوجد في السودان العديد من الشركات الروسية التي تعمل في مجال التنقيب عن المعادن بمناطق سودانية مختلفة، خاصة الذهب الذي أصبح مصدر دعم اقتصادي للبلاد بعد انفصال جنوب السودان، الذي أفقد السودان معظم إنتاجه النفطي الذي يقترب من 500 ألف برميل يوميا لصالح الدولة الجديدة.