صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رموز النظام السابق…معايير الاعتقال

10

الخرطوم ــ عوضية سليمان

تزايدت أوامر الاعتقال من قبل قادة المجلس العسكري  لرموز الإنقاذ، فبعد اعتقال رأس النظام،  اعتقل أمس رئيس المجلس الوطني المحلول بروفسيور إبراهيم أحمد عمر بمطار الخرطوم  لحظة هبوطه من الطائرة القادمة من قطر في أعقاب مشاركته في منشط برلماني عربي.. اعتقال ومحاكمة قادة ورموز الإنقاذ  بكثافة من قبل قادة المجلس العسكري بعد تزايد الضغوط الشعبية عليهم من شأنه أن يفتح جميع ملفات (الفساد) والاغتيالات وغيرها لقادة الإنقاذ  التي كانت  تتواري خلف واجهات كـ(رجال أعمال) أو (قادة بالحزب)..

تباين الرؤى والتصنيف حول هؤلاء القادة المعتقلين، فالبعض يرى أن هؤلاء ليسوا كل القادة المطلوب محاسبتهم ومحاكمتهم على مخالفات وتجاوزات الإنقاذ طيلة عقودها الثلاثة، مستدلين على ذلك بوجود أشخاص  ضمن المعتقلين  يندهش المراقب من وجودهم ضمنها، بينما يرى آخرون أن من تم اعتقالهم هم واجهة  الإنقاذ الحقيقية، وأن الذين اعتقلوا اتهموا بالفساد الواضح أو كانت تدور حولهم الشبهات.. لكن هنالك أسئلة تطل برأسها .. من شاكلة .. ما هي المعايير التي بموجبها يتم اعتقال هؤلاء؟ وهل شملت  تلك الاعتقالات قيادات الصف الأول في حكومة الإنقاذ؟ وهل هناك ملفات اتهام واضحة ومثبتة يحتم أمر اعتقالهم؟

القادم أخطر  

 الثابت في الأمر أن اعتقالات كثيرة طالت عدداً كبيراً من المسؤولين الكبار في الدولة في عهد الإنقاذ  وفق مصدر تحدث لـ(الصيحة) الذي أضاف بأن  عدد الأسماء التي ورد ذكرها في قائمة المعتقلين يعد (رقماً) بسيطاً جداً مقارنة بالمطلوبين للاعتقال قبل الكشف عن  وجود أسماء  في القائمة  تشيب لها الرؤوس، قبل أن يضيف بقوله إن  هذه الأسماء تشمل رموز اًخارجية وداخلية ورجال مال وأعمال كانوا في قلب سلطة الإنقاذ،  وظلوا يتوارون خلف مؤسساتهم وشركاتهم باعتبارهم رجال المال، مشيراً إلى أن التحقيق لا زال جارياً وسيستمر في الأيام المقبلة، مضيفاً بأن التحقيقات ستكشف حتى عن نساء الإنقاذ وستعيدهن حتى وإن كُن خارج البلاد.

 وأبلغ المصدر الصيحة بأن السلطات اعتقلت كل من كانت له صلة بحكومة الإنقاذ، مضيفاً أن القادم أخطر، وأن قائمة  الأسماء المعتقلة يتصدرها رئيس البرلمان وولاة الولايات وقيادات المؤتمر الوطني، مشيراً إلى أن  المعيار لاعتقالهم أنهم كانوا على صلة بملفات (الإنقاذ) وكانوا قادة  ويعيشون في )حوش) العهد السابق.

 مجهولة المصدر

صاحبت عمليات اعتقال رموز النظام المحلول العديد من الشائعات حول  هوية القادة المعتقلين،  حيث خرجت العديد من الصحف بعناوين وأنباء  وتسريبات نقلتها مصادر تؤكد صحة الاعتقال.

 من بين القيادات المُعتَقلة برز اسم القيادي بالمؤتمر الوطني دكتور نافع علي نافع، إلا أن مصادر نفت لاحقاً رواية اعتقال الرجل، حيث أشارت المصادر إلى أن  نافع  لا زال  حراً طليقاً، ولم يتم القبض عليه بعد، وأنه غادر الخرطوم منذ يوم الأحد السابع من أبريل الجاري إلى تركيا. وقالت المصادر إن نافع لم يصحب معه أسرته في رحلته التي لم يكن مخططاً لها إلى تركيا.

دائرة اتهام

ويرى نائب رئيس هيئة الأركان السابق، والخبير الأمني  الفريق ركن عثمان بلية في حديثه لـ( الصيحة) أن من تم اعتقالهم إلى الآن، في أعقاب  ثورة ديسمبر يعتبرون واجهة المؤتمر الوطني وقياداته، موضحاً أنهم عناصر أساسية في الحكومة، لذلك ما لم تكن هنالك تهم تُوجّه لهم فإن اعتقالهم يضحى سياسياً في المقام الأول، وكشف بلية  ورود أسماء لشخصيات ورموز سياسية من غير (الإنقاذيين) في مقدمة قائمة الاعتقال، مضيفا بأن ورود هذه الأسماء جاء لتقديرات الجهات المختصة بأن هذه الأسماء مع أنها  خارج (الإنقاذ) إلا أنها لم تكن بعيدة عن الحكومة ومطبخ القرار، مما يشير إلى احتمالية تورطها أكثر من قيادات الصف الأول لـ(الإنقاذ) باعتبار أن المصلحة المشتركة بينهم هي التي أدخلتهم دائرة الاتهام وأنهم من المفسدين الأساسيين في عهد الإنقاذ لكنهم تواروا خلف أعمال خارج مظلة الحكم والواجهة، مضيفاً بأن الشبهة تدور حول هؤلاء لأنهم أساسيون في القضية  لذا جاء اعتقالهم من أجل التحقيق لتأكيد أو نفي التهمة. وطالب بلية الجهات المختصة بالتحقيق مع المعتقلين بأن تكون هنالك عدالة واضحة في المرحلة القادمة تجاه من فرط في الأمانة الوظيفية لتكون المرحلة المقبلة مفصلية لقضايا الفساد الذي كان بعبعاً يخاف منه الجميع .

 صحيفة الصيحة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد