نقول لكُل من أمسك ملفاً من ملفات الحكومة الانتقالية بأن لا تنسى أنّ المواطن هو المطية التي حملتك إلى منصبك هذا وأجلستك في مواضع القرار ، فليتكُم ساعدتُموه بالصمت ما دُمتم قد فشلتم في الدفع بقطار ثورته للأمام ، وليتكم تواريتُم عنه بانجازٍ يخفي بعضاً من سواءتكم الكُثر بدلاً من اقتناص فرص الظهور والطلة بمناسبة أو بغيرها ، واعلموا أنّ القنابير التي افترضها غيركم في رأس المواطن لا وجود لها ، وإن لم يُخرجكم الصدق من مأزق الأزمات فلن تُنجيكم كثرة المُبررات الواهية والتي كانت وما زالت سبباً في اتساع الهوة بينه وبين ساسته في النظام السابق الذي لم تستطيعوا الخُروج بعد من سياساته الأليمة وطريقة تفكير قادته العقيمة.
فوجئنا في أول يوم للسنة الجديدة بأسعارٍ خُرافية للكهرباء ويقيننا بأنّ من حددها ووقع عليها لا علاقة له ألبتة بالمواطن ولا علم له من قريبٍ أو بعيد بظروفه الحالية ، لم يجتهد من وضع الأسعار في معرفة أحواله المعيشية ومكابدته في توفير احتياجاته اليومية ، بل استغل بلا مُبالاة صمته عن رفع الدعم عن الوقود ومُضاعفة أسعاره وفعل فعلته العجيبة ، واستغلّ حاجته للكهرباء التي أصبحت من ضروريات في حياته والتي يعتمد عليها في صحوه والمنام ، وفي حفظ أدويته والطعام.
العجيب حقاً أنّ الكهرباء التي رفعوا أسعارها لا وجود لها نصف اليوم أو أكثر ، ليتهم عالجوا الخلل فيها ووفروها وفكروا من بعد في زيادة أسعارها رُبما أوجد لهم المواطن الممكون العُذر ووافق على الزيادة حتى لا يتأثر في حال رفضها بالقطوعات المُتكررة ، زادوا أسعارها وحرموهوا منها حتى في شهورٍ الشتاء التي يقل فيها استخدام الكهرباء ويقل فيها الضغط عليها ، وما من معلومة صحيحة حتى الأن تُقنع المواطن بأنّ لادارة الكهرباء موانع حقيقية تمنعها من توفير الإمداد على مدار اليوم.
تحجّجوا بالحمولة الزائدة في شهور الصيف وكثّفوا من القطوعات وبدخول الشتاء بالطبع تنتفي فرية الحمولة ، خرجوا علينا بخبر الاعتداء على بعض الأبراج الناقلة للكهرباء من سد مروي ، وحدثونا عن عبث بعض الأيادي الأثمة بتلك الأبراج وسرقة بعض مُكوناتها مما أثّر في الإمداد الكهربائي وخرج علينا وكيل الوزارة يُطمئنا بعودة التيار الكهربائي إلى طبيعته بمجرد إصلاح العُطب الذي لن تطول أيامه ، قُلنا خير كلها أيام وتعود الكهرباء إلى منازلنا وتتوقف تلك البرمجة المُزعجة وتطرُد المراوح عنّا غداً جُيوش الذُباب بالنهار والبعوض بالليل ولن يتعرض بعدها القليل من المُدخر لدينا من أطعمة في ثلاجاتنا إلى التلف ولكن يبدو أنّ الفرح قد جافانا هو الآخر.
آخر ما رشح من الأخبار أنّ للكهرباء مُشكلة في الوقود والله أعلم متى وكيف سيكون الحل.