إلى وزيرة الخارجية الجديدة،أن ترتقي امرأة لهذا المنصب الرفيع هذا شرف لرجال السودان قبل النساء الموقع المرموق جاء اختيارك له لثقة رئيس الوزراء في شخصك قبل ثقة الحزب وتحالف قوى الحرية والتغيير، ولكنك اليوم تمثلين وطناً فيه تنوع إثني وتعدّد فكري وتتنازعه تيارات العروبة والأفريقانية، وتصطرع فكرياً تيارات العلمانية والإسلام والكفر والإيمان
تاريخياً ظل السودان يميل عربياً حتى فقد ثلث أرضه وفي كل محنة يجد الأفارقة أقرب إليه من حبل الوريد والعرب يعتبرونه مضافاً فقط في سنوات الانتقال ينتظر منك أهل السودان اعتدالاً في المواقف وحياداً في الصراعات الإقليمية واستقلالية في القرار هذا البلد الغني العزيز الكريم لا يليق به أن يصبح مطية في أيدي الخليجيين ومتسولاً الخبز والوقود من دول أصغر من محلية جبل أولياء وأقل سكاناً من مدينة نيالا.
الطموح كبير والزاد قليل والأمل باقٍ والرجاء فيك.
* إلى مولانا أحمد غبراهيم الطاهر المحامي، هل المحاكمة الحالية يقرها الدستور والقانون؟ أم هي محاكمة سياسية لرئيس سابق رغم أنف الدستور الذي حدد متى يحاكم الرئيس وكيف؟ ولماذا لا تعترضون كهيئة دفاع على قفص السكسبندا الذي تم تصنيعه خصيصاً للمحاكمة.
سيسجل التاريخ كل شيء وبعدها ستكون له أحكامه للبشير أو عليه، وليت هيئة الدفاع قد قرأت ما كتبه الصحافي الكبير سمير عطا الله في زاويته الشهيرة بصحيفة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي.
* إلى إبراهيم البدوي وزير المالية بعيداً عن الالتزامات السياسية وحتى تصبح قريباً من تجارب عديدة، اصغ جيداً لوزراء المالية السابقين واجعل منهم هيئة استشارية غير رسمية، الآن عدد من وزراء المالية يمكنهم تقديم النصح لك وبذل تجربتهم لتستفيد من إيجابياتها وتتفادى سلبياتها، أمامك عبد الرحيم حمدي، والتجاني الطيب، وبشير عمر، وعلي محمود، وبدر الدين محمود، وحتى الفريق الركابي يمكنك الاستفادة من تجربته في إسقاط النظام من خلال سياسة تجفيف السيولة.
*إلى الفريق الطريفي وزير الداخلية، يوم الخميس أمس الأول وفي مدخل مدينة الأبيض عاصمة إقليم كردفان تم إيقاف المركبات القادمة من الخرطوم وتفتيش حقائب الركاب بطريقة مهينة حتى ملابس النساء الداخلية تتم بعثرتها أمام الملأ والذين يمارسون التفتيش يتركون حقائب الركاب مفتوحة والملابس مبعثرة، أما أصحاب المركبات العاملة في قطاع النقل لأصحابها قضية تستحق النظر تتمثل في الغرامات الخرافية وتعدد منافذها من شرطة المرور إلى شرطة الدفاع المدني مما يضاعف الأعباء على المواطنين.
* إلى الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الإعلام.. ما وجدته من احترامٍ في الوسط من المُختلفين معك فكرياً وسياسياً، والمُتّفقين معك، يُمثل أرضيةً جيدةً من أجل النُّهوض بالإعلام، فالدولة مُطالبة فقط بتهيئة المناخ العام الصحي وإلغاء القوانين التي تُصادر حق التعبير وتجعل من قضية النشر مُهدّداً لأمن الدولة.
إذا ما وجد الإعلام السوداني القليل من الرعاية والرؤية، يستطيع أداء دور مُهمٍ في الفترة الانتقالية، وتَعبير رئيس الوزراء يوم الخميس الماضي عن امتعاضه لأداء التلفزيون القومي في قمعه للرأي الآخر، يمثل بصيص ضوء في النفق المُظلم كما يقولون، ومن هُنا يمكنك أن تبدأ مسيرة الإصلاح للإعلام الرسمي.. أما الإعلام الخاص فهو لا يحتاج إلا لمناخ مُعافى.
* إلى عبد العزيز أدم الحلو رئيس الحركة الشعبية.. ضاق الناس بالحروب والصراعات، وكل السودان مُستقرٌ وآمنٌ إلا جبال النوبة.. الآن المناخ العام ينتظر منك خطوة نحو السلام.. في السابق كنت تضع شروطاً كانت مُستحيلة لتحقيق السلام، والآن أصبحت واقعاً، كنت تُطالب بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة وهذا ما تحقّق الآن، كنت ترفض حوار المجلس العسكري، الآن حكومة مدنية مستعدة للاستجابة لما تطلب أيِّ منصب في الدولة متاح لك، يمكنك الاحتفاظ بجيشك لمدة ثلاث سنوات.. ماذا تنتظر؟ أخشى أن تجد نفسك وحيداً مُمسكاً بالبندقية وحتماً ستخسر المعركة.
قدِّر وفكِّر في مَآلات الأوضاع بالبلاد جيِّداً قبل أن تتمادى في العناد.