عاد السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير والوفد المرافق له الي البلاد مساء امس عقب زيارة رسمية لجمهورية الصين الشعبية استمرت ستة أيام شارك خلالها في قمة منتدي التعاون الصيني الأفريقي ببكين وأجرى لقاءات مع القيادة الصينية كما التقى عدد من القادة الافارقة علي هامش أعمال القمة.
وكان في استقبال سيادته بمطار الخرطوم الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي وعدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة.
وأجرى السيد رئيس الجمهورية خلال الزيارة مباحثات رسمية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ومع رئيس مجلس راس الدولة (رئيس الوزراء) يري المراقبون انها ستعطي دفعة جديدة للعلاقات المتطورة بين البلدين.
وتناولت المحادثات مع القادة الصينيين العلاقات الثنائية ومسار تنفيذ المشروعات في إطار الشراكة الإستراتيجية وإعفاء وإعادة جدولة الديون والدعم والتنسيق السياسي في المحافل الدولية.
وأكدت القيادة الصينية خلال المباحثات أن السودان دولة مهمة ولها وزنها وثقلها في أفريقيا مشيرة إلي استعدادها لتعزيز العلاقات معه في المجالات كافة.
وأوضحت القيادة الصينية انها ستتعاون مع السودان لتجاوز الظروف والصعوبات الاقتصادية التي تواجهه نتيجة انفصال جنوب السودان وستفكر في موقف إيجابي لتمديد فترة السماح للديون.
وأشارت القيادة الصينية الي حرصها على تنفيذ مشروع المسلخ وتعزيز مبادرات التعاون وتوجيه الشركة الصينية للنفط لزيادة انتاجها في السودان.
وفي المجال السياسي شددت القيادة الصينية علي دعم السودان في المحافظة على استقراره ووحدة أراضيه وجهوده لتحقيق السلام ودعم مطالبته بانسحاب اليوناميد في الموعد المحدد.
وحفز الدعم القوي الذي قدمته القيادة الصينية للسودان الشركات الصينية الكبيرة علي إبداء رغبتها في الاستثمار في السودان حيث استقبل السيد رئيس الجمهورية علي هامش القمة رؤساء مجالس إدارات الشركة الصينية للنفط ، وشركة مورينكو ، وشركة مواني الصين الهندسية، وشركة السكك الحديدية الصينية (16) ، وشركة بولي كل علي حده
وأكد السيد رئيس الجمهورية خلال اللقاءات أن السودان لديه موارد ضخمة ويحتاج للمزيد من الاستثمارات في مختلف المجالات وان الشركات الصينية أمامها فرصا كبيرة.
وقال إن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين البلدين تتيح للبلدين العمل في كل المجالات وان السودان مستعد لتقديم كل الامتيازات والتسهيلات للشركات الصينية وتوفير الحماية لها.
وشهد السيد رئيس الجمهورية خلال الزيارة مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات بين الشركات الصينية والمؤسسات والشركات السودانية من أهمها الاتفاقية التي تم توقيعها بين وزارة النفط والشركة الصينية للنفط، واتفاقية تشييد خط السكة حديد (بورتسودان _ انجمينا) بين وزارة النقل والشركة الصينية لبناء خطوط السكك الحديدية (16) كما وقعت مجموعة جياد عددا من الاتفاقيات مع الشركات الصينية.
واتاحت الزيارة فرصة للسيد رئيس الجمهورية للقاء عدد من القادة الافارقة علي هامش القمة حيث اجتمع بكل من المشير عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، ويوري موسيفيني رئيس جمهورية يوغندا ، وبول كاجامي رئيس جمهورية رواندا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسي فكي كل علي حده .
وتناولت هذه اللقاءات تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والقارية وجهود تحقيق السلام في القرن الأفريقي.
وأطلع السيد رئيس الجمهورية القادة الافارقة علي سير المفاوضات لاستكمال اتفاق جنوب السودان والترتيب لعقد قمة للإيقاد للتوقيع النهائي على الاتفاق.
كما اطلعهم علي البداية المشجعة لعقد اول لقاء مباشر بين طرفي النزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى بالخرطوم وإمكانية انضمام الاتحاد الأفريقي للمفاوضات في وقت لاحق.
وقد أشاد هؤلاء القادة بحهود الرئيس البشير لإحلال السلام في القرن الأفريقي وأكدوا مجددا دعمهم الكامل لهذه الجهود.
وفي إطار فعاليات القمة شارك السيد رئيس الجمهورية في جلسة الحوار رفيع المستوى بين القادة الصينيين والافارقة ورجال الأعمال كما شارك سيادته في قمة منتدي التعاون الصيني الأفريقي وفي جلسات المائدة المستديرة ضمن 51 من رؤساء الدول والحكومات الافارقة وخاطب سيادته القمة في جلستها عصر الثلاثاء وتناول في كلمته أهمية المنتدي كنموذج للعلاقات بين الدول والتطور الذي أحدثه في العلاقات بين الصين والدول الأفريقية معربا عن تقديره لحزمة الدعم الاقتصادي لافريقيا الذي أعلنها الرئيس الصيني في الجلسة الافتتاحية للقمة.
وركزت كلمة السيد الرئيس كذلك علي الانفتاح في علاقات السودان الخارجية والمكاسب التي حققها بعد رفع العقوبات الاقتصادية الآحادية التي فرضتها الولايات المتحدة علي السودان والجهود التي يقودها السودان لتحقيق السلام والمصالحة في دولة جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وشاركت السيدة الفضلي حرم رئيس الجمهورية د. وداد بابكر في الجلسة الافتتاحية للقمة كما خاطبت اجتماع السيدات الأول لمناصرة قضية مكافحة الإيدز في أفريقيا وركزت علي جهود السودان في مكافحة انتشار فيروس الإيدز والإنجازات التي حققتها الاستراتيجية الوطنية لمنع انتشار المرض وتقديم العلاج والرعاية لحاملي الفيروس.
وضم الوفد المرافق للسيد رئيس الجمهورية بجانب د. عوض احمد الجاز ، كل من د. فضل عبد الله فضل وزير رئاسة الجمهورية، معتز موسي وزير الموارد المائية والري والكهرباء وزير المالية الفريق د. محمد عثمان الركابي ، وزير النفط والغاز أزهري عبد القادر. ود. مكاوي محمد العوض وزير النقل والطرق والجسور والأستاذ حاتم حسن بخيت وزير الدولة برئاسة الجمهورية مدير عام مكاتب رئيس الجمهورية ووزير الدولة بالخارجية أسامة فيصل.