صدق أديبنا العالمي الطيب صالح عندما قال ) من أين أتى هولاء(، وزراء وقادة دولة ومسؤولين علاقتهم بالمسؤولية كعلاقتي بعلم الفلك والذرة.
بعد أن تفننوا في إستفزاز المواطن وشتمه والسخرية منه ونعته بأبشع النعوت، هاهو نائب رئيس الجمهورية الاسبق علي عثمان محمد طه، أحد الذين تسببوا في وصول السودان لهذه المرحلة من الإنهيار في جميع النواحي، وبمفردة أفضل، أدخل الدولة لغرفة )الإنعاش(، وهاهو يواصل نهج أهل الانقاذ في )التريقة( على المواطن، وتفوق عليهم هذه المرة بجهله التام بحال المواطن وتردي الحالة الاقتصادية في جميع البيوت السودانية وهو يتحدث بلهجة متعالية ساخراً من المراهنين على سقوط الحكومة بسبب تفاقم ازمة الوقود، وأن قيادات الوطني لم يبحثوا عن ملاجئ أو أخلوا الساحة أو إرتجفوا، وإتهم جهات خارجية بالتآمر ضد السودان لاقتلاع شجرة الوطني من جذورها ويقول: إن الشدة لن تزيدنا إلا قوة، والذين يريدون أن يهزوا شجرة الوطني لم يعرفوها ولم يعرفوا رجالها ولا حجمها ولا وزنها، وزاد قائلاً: إن حزبه اكثر تصميماً وثباتاً واقتحاماً للمصاعب، )وغير ذلك من تصريحات توصف بأنها فطيرة وغير مهضومة(.
ولم ينس الرجل الذي عاد من )دكة الإحتياطي( بحثاً عن أراض جديدة من خلال هذه التصريحات المستفزة التي يستجدي بها عضوية الوطني البائسة.
الشيخ الذي أفنى عمره في تثبيت دعائم نظام أثبت فشله عالمياً، يريد أن يقنع من تبقى من سُذَج حزبه بأنهم لا زالوا الاعلى كعباً، والأكبر وزناً، والأطول ذراعاً، وهي ذات تصريحات كبار المسؤوليين في الحكومات الديكتاتورية في نهايات أيامها والتاريخ يحكي الكثير من هذه الشاكلة، والذي يجب ن يعلمه الشيخ علي عثمان محمد طه، أن سياسات حزبه الخرقاء هي التي أوصلت الكثير من الأسر لبراميل )القمامة( متقاسمة بقايا المطاعم والكافتريات وموائد )الأكابر( مع القطط والكلاب الضالة.
وأوصلوا الشعب لأن تكون الصفوف في الحصول على رغيف الخبز والصفوف في الحصول على الوقود والادوية )إن توفرت(، وغيرها من صفوف باتت جزء لا يتجزأ من حياته.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تجاوزه لمصادرة حق المواطن في التمتع بالحديث تلفونياً، برفع القيمة المضافة على المكالمات بنسبة تجاوزت ال 10%. والجميع يعلم أن المحادثات التلفونية أصبحت ضمن السلع التي أحكم النظام سيطرته عليها وبالغ في رفع قيمتها، بهدف إستغلال المواطن وضخ المزيد من الأموال في خزينة الدولة التي أخلتها القطط السمان ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تحجيم المواطن عن التواصل السهل، لعلمهم التام بأن الاتصالات إختصرت الزمن وإختزلت المسافة علي المواطنين، وباتت تؤثر سلباً على إستمرارية نظامهم خاصة مع سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي ودورها الكبير في الكثير من ثورات الربيع العربي.
حديث الشيخ له ما بعده، ولن يكون الأول ولن يكون الاخير وحتما سنعود لهذا الحديث لاحقاً، وستأت أحاديث مشابهة من كثير من القيادات التي أضحت مثلها مثل )ديوك العدة(، إن لم تكسرها فعلت فيها الأفاعيل.
ولعلنا هنا نهمس في أذن الشيخ علي عثمان محمد طه بأن )أنزل الشارع( وغبَر رجليك قليلاً في سوق 6 بالحاج يوسف، أو سوق صابرين ، أو أسواق أمبدات والحارات، لتعرف كيف يعيش مواطنك، وإذا أراد هزَ شجرة الوطني التي تتباهون بقوتها وثباتها، لن توقفه سخريتكم ولا تصريحاتكم ولا تهديداتكم.