بعد مقال الامس بعنوان : (وزيرة التعليم العالي ..ديكة العدة) تلقيت رسالتين احداهما للكاتب المتميز ابراهيم عثمان والثانية من صديق عزيز ، يمت للوزيرة بصلة القربى قال فيها : (إن أسوأ ما في الوزيرة د.انتصار صغيرون أنها أساءت وتسيء لأسرة عريقة قدمت للسودان جهادا وعلما ورجالا فأهلنا الصغيروناب جلهم إسلاميون وقدموا شهداء افذاذا امثال الشهيد الزين صغيرون..ووالدها رحمه الله كان غارقا حتى اذنيه مع الإنقاذ فقد كان رئيس اللجنة الاستشارية لسد مروي.. وبالنسبة للمذاهب الاسلامية التي تسبب لهذه المدعوة ازعاجا فإن من العجب العجاب أن جدها الاكبر صغيرون ابن فاطمة بنت جابر واخواله أولاد جابر هم اول من أدخل ودرس المذهب المالكي في السودان فيا له من عقوق لمن تنكبت طريق وتراث وفقه اجدادها اما اقتحامها للجامعة الإسلامية فانه ينم عن سوء أدب وأخلاق سوف يرتد وبالا على كامل عملها في التعليم العالي ان شاء الله)!
(ومن عجب ان اخوانها أناس أفاضل ومن خيرة الإخوان وابرزهم المهندس إبراهيم البولاد)! انتهى مقال قريب الوزيرة.
قبل ان انقلكم الى مقال الاخ ابراهيم عثمان حول الغارة التي شنتها على جامعة ام درمان الاسلامية بل وعلى جامعات السودان وعلى اساتذتها وزملائها في تلك الجامعات والتي نادت من خلالها بالكسح والمسح والكنس لمديري ونواب مديري الجامعات والتي حصدت علقمها المر ولطخت بها سيرتها الذاتية اقول إني إن كنت قديما ابغض مقولة :(اتق شر من احسنت اليه) لانها تقتل المروءة فقد ارتنا هذه المراة تطبيقا عمليا وحرفيا لتلك المقولة ذلك انها تفعل ذلك بالرغم من انها تمرغت في نعيم الانقاذ وتقلبت في مناصبها ولم تعان من الكسح والمسح الذي توعدت به من صنفتهم خصوما بدون اي حيثيات موضوعية.
اتركم قرائي مع المقال :
زمن الرداءة .. وإعتذار لأيقونة الثورة
عندما قدمت وزيرة التعليم العالي د.انتصار صغيرون سيرتها الذاتية للدكتور حمدوك ، كانت معظم خبراتها “العملية” في المناصب التي تبوأتها قد حدثت في عهد الإنقاذ ، وعلى رأسها رئاسة قسم علم الآثار بجامعة الخرطوم (1995 – 1998، 2003 -2007) ومنصب عميد كلية الآداب (2010 – 2014)، ورئيس دائرة البحوث العلمية.
ومن حسن حظ الوزيرة انتصار صغيرون أنها طوال سنوات توليها لهذه المواقع (الانقاذية) الرفيعة لم تأت اي وزيرة كاسحة ماسحة منتمية للانقاذ تعاقبها لأسباب سياسية كما لم تأت وزيرة “ثورجية” معادية للإنقاذ تشملها في اطار حملة عقاب جماعي لكل المديرين والعمداء ورؤساء الأقسام على أساس أن توليهم للمنصب في حقبة الإنقاذ جريمة.. إن كان ذلك قد حدث، فالمؤكد أنها كانت ستحتاج لترقيع سيرتها “العملية” ونفخها كما فعل وزير الأوقاف الجديد وغيره!
عندما أتت الإنقاذ كانت هناك أربع جامعات سودانية (الخرطوم، أم درمان الإسلامية، الجزيرة، جوبا) إضافة إلى جامعة القاهرة فرع الخرطوم . وعلى قلة الجامعات وقلة عدد المديرين والعمداء لم تقم الإنقاذ بالفصل الجماعي لهذا العدد القليل . مثلا طوال سنوات دراستي بكلية الإقتصاد بجامعة الخرطوم كان العمداء ومعظم رؤساء الأقسام من المعارضين للإنقاذ ( د. عدلان الحردلو . د. محمد نوري الأمين) و (د. عوض السيد الكرسني، د. عطا البطحاني، د. محمد يوسف أحمد المصطفى وغيرهم) وكان بعضهم يرفع صوته بالمعارضة (أحيانا داخل المحاضرات)!
– لم تحدث زفة من الطلاب المؤيدين للإنقاذ لأي دكتور معارض ، لتطرده إلى خارج أسوار الجامعة بالسباب واللعنات والألفاظ البذيئة كما فعل طلاب قحت في جامعة بحري مع استاذهم بروف النور عبدالرحمن.
– لم ينظم زملاؤهم من العاملين والدكاترة الإسلاميين الوقفات الإحتجاجية للمطالبة بعزلهم فورا، ولم ينظموا المخاطبات المخصصة لشتمهم وتحقيرهم أمام طلابهم.
– لم تأت وزيرة لتهييج الطلاب والأساتذة والعاملين تحت شعار أكسح أمسح .
– لم تزغرد الطالبات والعاملات لتغيير مدير او عميد أو رئيس قسم .
– بعض هؤلاء الذين تتوعدهم انتصار صغيرون بالكسح والمسح لهم إسهامهم الكبير في قيام الصروح العلمية التي يديرونها أو يتولون فيها عمادة كلية او رئاسة قسم أو وظيفة محاضر .. بينما كل اسهام معسكر الوزيرة الكاسحة فيما يلي بناء الجامعات لا يزيد عن حرق عدد من الكليات والمباني في أحداث عنف متفرقة خلال السنوات الماضية ، ونهب وتخريب جامعة الخرطوم وعيادتها (الكلينك) وغيرهما في الأحداث الأخيرة!
– لم تتحدث الوزيرة عن خططها لإنقاذ العام الدراسي .. وعما ستفعله لإعادة تعمير جامعة الخرطوم والكلنك وكل المؤسسات التي تم نهبها وتخريبها، وبدلا من أن تتحدث عن خطتها للحفاظ على استقرار الدراسة في هذا الجو المحتقن، قدمت مساهمتها النوعية في زيادة احتقانه ..لا أستبعد أن يأتي يوم تقتحم فيه الوزيرة شخصيا بحرسها وطلابها ومديري جامعاتها الجدد والعمداء أركان نقاش المعارضين وايساعهم ضربا واساءة.
يبدو أننا قسونا على نجم كولومبيا دسيس مان عندما انتقدنا اختياره ليكون أيقونة “الثورة” وهو الذي يمجد كولومبيا ويشبهها “بالجامع” و “بالأراضي المقدسة” لقد ثبت أنه يستحق فعلا أن يصبح عنوانا وأيقونة لهذه المرحلة وأنه أعقل من بعض كفوات حمدوك من اصحاب الدرجات العلمية الرفيعة!