* ذكر المخرج (إسماعيل عيساوى) في حوار مع صحيفتنا أجرته الزميلة (سلمى عبدالعزيز) بعد إعفائه من منصبه، إنه ليس (كوز) وانه ظلم بهذا الاعفاء، كما انه ظل مظلوما من تقلد المناصب القيادية طيلة العهد البائد رغم مؤهلاته الرفيعة وسنوات عمله الطويلة التي تصل الى اكثر من اربعين عاما!!
* قد يكون الاستاذ (عيساوى) ليس (كوز) كما قال، ولكن هل يعفيه ذلك من عدم تحمل مسؤولية السوء الكبير في اداء التلفزيون خلال فترة تقلده المنصب الرفيع، والاساءة المتعمدة للثورة وتشويه شرف وكرامة الثوار باتهامهم في برنامج (خفافيش الظلام) الذى بثه التلفزيون خلال فترة عمله، بممارسة الفاحشة خلال فترة الاعتصام، بالإضافة الى التجاهل المتعمد لكل أنشطة الثورة والتشكيك فيها واتهامها بالخيانة والعمالة بعد سقوط المخلوع واستيلاء المجلس العسكري على السلطة، بل وتجاهل أنشطة رئيس الحكومة الانتقالية بعد تشكيلها ؟!
* لو كنت مكان وزير الاعلام والحكومة لرفعت دعوى قضائية على (عيساوى) لرد شرف الثوار، وليس فقط الاكتفاء بإقالته ، ولا يعفيه من المسؤولية انه كان يطيع الاوامر كما يبرر البعض، فلقد كان أمامه أن يسجل موقفا للتاريخ لو تمسك بمهنيته ورفض ما أملى عليه، وقدم استقالته بدلا من السقوط المريع ثم التباكي وذرف الدموع ومحاولة اثارة العطف بانه قد ظلم بعد إقالته من المنصب تحت الضغط الشعبي العارم!!
وعلى ذكر ذلك الفضيحة التي أُطلق عليها اسم (خفافيش الظلام)، كان يجب أن يشمل قرار الاعفاء كل من وقفوا وراء هذا البرنامج، وتعمدوا إهانة الثورة وتلطيخ شرف الثوار والثائرات والشهداء بتلك الاتهامات الجائرة التي لا تقدح في شرف الذين اعتصموا في الميدان وقدموا اروع واغلى التضحيات وضربوا اروع الامثلة في حب الوطن والشجاعة فقط، ولكن في شرف الشعب السوداني بأكمله، فالذين اعتصموا في الميدان والذين خرجوا الى الشوارع يطالبون بالحرية والعدل والسلام، والذين ضحوا بالغالي والنفيس وابهروا العالم بشجاعتهم وسلميتهم هم ابناء وبنات هذا الشعب، هم هذا الشعب، فكيف يبقى الذين أساءوا له ولطخوا شرفه وأهانوا كرامته حتى اليوم داخل أجهزته الاعلامية والاجهزة الأخرى. كان يجب أن يذهبوا مع عيساوى، وتقديمهم للعدالة للاقتصاص منهم ليكونوا عبرةً وعظةً لغيرهم !!
* أقدر واحترم وأؤيد مبادرة بعض ابناء هذا الشعب العظيم، على رأسهم الإعلامي المميز (رشيد سعيد) لرفع دعوى قضائية ضد التلفزيون ومديره السابق والذين وقفوا وراء فضيحة (خفافيش الظلام)، ولكن يجب ان يكون للدولة رأى وقرار في هذا الشأن، وأن تتحرك بالسرعة المطلوبة لإقالة هؤلاء المجرمين وتقديمهم للعدالة كخطوة اولى لتفكيك بنية التمكين النظام البائد ( كما نصت الوثيقة الدستورية في المادة 7)، فضلا عن اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحصين الاداء الإعلامي من الاساءة للشعب والثورة التي لم تصل الى ما وصلت اليه بالهتافات والتظاهرات السلمية فقط، وإنما بالدماء الغالية والتضحيات الجسيمة!!
* وأطالب هنا بإصدار قانون (وليس مجرد قرار) يمنع الاساءة للشهداء ويعاقب عليها، ويمنحهم أسماءهم الاوسمة الرفيعة، ويخصص يوما رسميا للاحتفاء بهم وتخليد ذكراهم العطرة، وإقامة نصب تذكاري ضخم في شكل جدارية ثورية وسط حديقة كبيرة على مقربة من مكان الاعتصام يتضمن أسماءهم وتواريخ استشهادهم، بالإضافة الى تكريم اسرهم بما يشعرهم بوقوف الدولة والشعب معهم ويخفف عنهم الألم والحزن !!
* الثورة أمانة في عنق كل وزير ومسؤول ومواطن، لا يجب ان يحملها إلا من يستطيع أداءها بإخلاص ومسؤولية، والوقوف مع مطالبها والعمل بجدية لتحقيق تطلعاتها، والالتزام بمواثيقها الممهورة بالدم .. وليس بالمجاملات والصداقات والأمنيات الطيبة !!