تصاعدت وتيرة الأحداث الدامية في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر شرق السودان، خلال الأيام الماضية، على خلفية النزاع القبلي بين قبائل البني عامر والنوبة. وفق ما نقلته “العربية”.
وتضاربت الأنباء حول عدد ضحايا الأحداث. وحسب تقديرات لجنة الأطباء المركزية هوكيان التي تتبع لتجمع المهنيين السودانيين، فقد قُتل العشرات وتجاوز عدد الجرحى الـ 100.
وقف نزيف الدم
وكانت قوى “إعلان الحرية والتغيير” قد أرسلت وفدا منها مضافاً إليه عدد من رجالات الإدارة الأهلية إلى بورتسودان للعمل مع المجتمع المحلي في المدينة من أجل وقف نزيف الدم فوراً، ولايزال الوفد متواجداً بالمدينة يجري مشاورات مكثفة من كل الجهات ذات الصلة من أجل وضع حد لنزيف الدم في بورتسودان.
أصابع خارجية تؤجج الصراع
وعن خلفيات الصراع أو الاشتباكات التي وقعت، قال عبد الله موسى، أحد أبرز القيادات السياسية والمجتمعية في شرق السودان للعربية.نت: “إنه على عكس ما يتبادر إلى أذهان الناس أن الصراع الحالي صراع قبلي بين قبائل البني عامر والنوبة فإن الحقيقة غير ذلك تماماً، فبين النوبة وبني عامر تواصل وتعايش قديم، ولكن هناك جهات بعينها (رفض الكشف عنها) تعمل على تأجيج الصراع لتحقيق أهداف تتعارض مع مصالح كل المكونات القبلية في بورتسودان”.
وأضاف: “التحدي الحقيقي الآن هو العمل على تحويل الهدنة الحالية إلى صلح يأتي عبر حوار من داخل قبيلتي البني عامر والنوبة، بالإضافة لاتخاذ خطوات عملية من قيادات القبيلتين بتسليم كل المُتفلتين إلى الجهات العدلية لقطع الطريق أمام الجهات التي تحاول توظيف الصراع لتحقيق أجندة لا تخدم التعايش السلمي بين كل المكونات الاجتماعية والقبلية في المدينة”.
وكان وفد من المجلس السيادي ضم عضوي مجلس السيادة، الفريق شمس الدين الكباشي، والمستشار القانوني حسن شيخ إدريس، إضافة إلى رئيس أركان القوات البرية ونائب مدير جهاز المخابرات، ومدير الشرطة قد وصل إلى المدينة يوم الجمعة ووقف على تطورات الأحداث، وأجرى مشاورات واسعة مع كل الأطراف، وفي وقت لاحق صدر بيان عن مجلس السيادة أعلن بموجبه إقالة والي البحر الأحمر ومدير جهاز الأمن بالولاية وإعلان حالة الطوارئ في ولاية البحر الأحمر وتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث الدامية التي اندلعت في مدينة بورتسودان.
وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير كمال بولاد “لأهمية الأحداث المؤسفة التي اندلعت في مدينة بورتسودان تم تأجيل كل أجندة وبرامج المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير لمناقشة التطورات المتسارعة في أحداث بورتسودان، وإرسال وفد إلى المدينة استطاع بالتعاون مع السلطات السيطرة الأولية للأحداث والقيام ببعض المعالجات السريعة، ومن ضمنها إقالة الوالي ومدير جهاز الأمن بالولاية:.
إلى ذلك، أضاف: “هناك أنباء عن أيادٍ خارجية تُحرك الأحداث وتصب مزيدا من الزيت على النار ولا نملك حتى الآن تأكيدات موثقة، ولكن علينا الانتظار لمعرفة كل التفاصيل التي ستصل إليها لجان التحقيق”.
صراع يعود إلى العام 1986
يذكر أن الصراع بين قبائل البني عامر والنوبة في مدينة بورتسودان بصفة خاصة والإقليم الشرقي بصفة عامة له خلفيات وجذور قديمة. وكانت السلطات والإدارات الأهلية تُسيطر عليها سريعاً وبخسائر بشرية ومادية قليلة جداً. وترجع بدايات النزاع بين القبيلتين في مدينة بورتسودان إلى العام 1986.
وفي أحداث مشابهة، اندلعت أوائل يونيو/حزيران الماضي، سقط العشرات من البني عامر والنوبة، وتزامنت تلك الأحداث مع فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم يوم 3 يونيو/حزيران الماضي.
وتعتبر مدينة بورتسودان التي تقع على ساحل البحر الأحمر، الميناء الرئيس للسودان. وتضم المدينة أعراقا وقبائل متعددة تعيش في أجواء من السلم الاجتماعي منذ سنوات بعيدة.