صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خطبة الجمعة

14

ساخر سبيل – الفاتح جبرا 

خطبة الجمعة

الحمد لله الذي متعنا بنعمة العافية، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أرسله ربه بخيري الدنيا والآخرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( فاتقوا الله وأطيعون* واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون).

أيها المسلمون:

يقول الله تعالى في الآية 34 من سورة إبراهيم (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ، إن نعمة العافية من أعظم النعم، وأكرم المنن، ومن أفضل ما يهبه الله تعالى للإنسان، وهي نعمة لا يعدلها شيء وهي تاج عظيم على رؤوسنا لا نشعر بقيمتها وفضلها إلا إذا فقدناها، ولهذا قالوا: (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يراه إلا المرضى) .

هل تريد أن تعلم قدر نعمة (العافية والصحة)؟ لن يكلفك ذلك إلا مشواراً قصيراً إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي وعندها سوف تسجد على الفور شكراً لله، فهذا مريض يئن من شدة المرض، وذاك يصرخ من قوة الألم، وآخر يعيش في غيبوبة بدون حسّ ووعي، ورابع ينزف الدم من جسده، وخامس لا يستطيع العيش إلا والأكسجين على أنفه، والسادس معاق قد فقد عضواً من أعضائه، والسابع في غرفة قد سموها غرفة الـ (إن عاش)، وهنا ستعلم جيداً أن العافية لا يعدلها شيء وسوف تعلم فضل الله عليك .

أيها المسلمون :

لقد كان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه العافية في كل يوم من أيامه، فكان يقول -صلى الله عليه وسلم- من ضمن أذكاره اليومية في الصباح والمساء (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ..) ، بل كان -صلى الله عليه وسلم- يخصص الدعاء بالعافية لبدنه وسمعه وبصره؛ نظراً لأهمية العافية في هذه المواضع المهمة، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت).

فاسألوا الله العافية يا عباد الله، وأكثروا من دعاء الله بالعافية فقد روى أحمد والترمذي عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله! علمني شيئاً أسأله الله فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سل الله العافية)، قال العباس: فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال لي: (يا عباس! يا عم رسول الله! سل الله العافية في الدنيا والآخرة).

أيها المسلم :

احمد الله -سبحانه وتعالى- أنك تأكل وتشرب، وتمارس حياتك الطبيعية ، وأنت سعيد معافًى، لا تعكر صفوك علة ولا ألم ولتتذكر كم من مريض عنده أطيب أنواع المأكولات وأفخر أنواع العصائر والمشروبات ولكنه لا يستطيع الأكل والشرب لعلة يعانيها تحرمه من التلذذ بالطعام والشراب.

عباد الله:

إن الرزق بدون عافية لا يساوي شيئاً ولو كثر، وكل شيء بدون عافية لا يساوي شيئًا ؛ لأن مفتاح النعيم هو العافية، وباب الطيبات هو العافية، وكنز السعادة هي العافية، ومن رُزق العافية فقد حاز نفائس الأرزاق كلها.

فمن حمد الله على عافية بدنه وأمن قلبه، وكفاف عيشه، وقوت يومه، وسلامة أهله فقد جمع الله له جميع النعم، وما عليه إلا أن يكثر من شكر الله -سبحانه وتعالى- على هذه النعم كلها.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه وليلته؛ فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها)

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد