الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عباد الله :
يقول عليه الصلاة والسلام: (حق المسلم على المسلم ستٌ) قيل: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّتْه، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتبعه) .
وعيادة المريض وزيارته من الآداب الرفيعة التي حث الإسلام المسلمين عليها ، وجعلها من أولى حقوق المسلم على أخيه المسلم , بل ومن سبل التأليف بين القلوب الذي امتن الله تعالى علينا به في كتابه الكريم إذ طلب منا الله سبحانه وتعالى أن نعتصم بحبله ولا نتفرق .
وعيادة المريض تشعر المريض عند مرضه بروح الأخوة الإسلامية , فيكون ذلك سبباً في تخفيف آلامه وأحزانه ، وتعوضه بعض ما حرمه من القوة والصحة .
ولذا كان من أدب السلف ـ رضوان الله عليهم ـ إذا فقدوا أحداً من إخوانهم سألوا عنه، فإن كان غائباً دعوا له، وخلفوه خيراً في أهله، وإن كان حاضراً زاروه، وإن كان مريضاً عادوه .
يقول الأعمش رحمه الله: كنا نقعد في المجلس، فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضاً عدناه.
وفي عيادة المريض – أيها الإخوة – يتجلى سموُّ الخلق، وحفظ الحق حين يكون أخوك في حالةٍ من العجز، وانقطاعٍ عن مشاركة الأصحاب، حبيس المرض، وقعيد الفراش كما فيها إزالة للوحشة، وتخفيفٌ من الألم، وتسليةٌ للنفس وفي توجيهات المصطفى صلى الله عليه وسلم حثٌّ عظيمٌ على حفظ هذا الحق، والالتزام بهذا الخُلق، ومراعاةُ آدابه.
وفي الحديث الشريف (ما من مسلم يعود مسلماً غدوةً، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريفٌ في الجنة). صححه الألباني.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضاً ناداه منادٍ من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً) أخرجه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، واللفظ له.
ومن أدب الزيارة أن يقول الزائر للمريض: (لا بأس طهور إن شاء الله) فقد كان نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ، وينبغي أن يجتهد له في الدعاء، ومما ورد في ذلك: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض).
وقد عاد جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك) رواه مسلم من حديث أبي سعيد.
ومن الآداب الواجبة في الزيارة للمريض: التأكد من إمكانية الزيارة وإن كانت الحالة الصحية تسمح بذلك؟ وإختيار الوقت المناسب لها حتى لا تكون في وقت نوم أو راحة أو طعام ، وألا يطيل الزائر الزيارة، وأن يختصر في الحديث إذ إن في الإطالة إثقالاً على المريض كما يجب على الزائر إلا يحمل للمريض أكلاً ولا شرابا وهذه من العادات السودانية الضارة بلا أدنى شك فلكل مريض غذاء خاص يتناسب وحالته .
أيها المسلمون :
لقد حض الإسلام على زيارة المريض لكن (القوم) الذين كانوا يدعون السير على هدي الإسلام وما هم بذلك قد فرضوا على هذه الزيارة رسوما متعللين بزيادة الإيرادات من أجل تحسين بيئة العمل الطبي وكأن تحسين البيئة هذا لا يتأتي إلا بفرض هذه الرسوم التي تعارض روح الإسلام وتعاليمة الحميدة .
أيها المسلمون :
إنني ومن هذا المنبر أناشد المسؤولين في الحكومة (الإنتقالية) المدنية الجديدة بإتاحة الفرصة للمواطنين لأداء هذا الواجب الإنساني (الإسلامي) بإزاحة هذا العبء عن كاهل المواطنين رقيقي الحال حتى لا نساعد في إنقطاع هذه العادة الجميلة التي أوصانا بها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم والتي تشد من عضد المجتمع وتآذره وتكاتفه وذلك بإصدار قرار يمنع تحصيل رسوم زيارة المرضى في جميع المستشفيات والمستوصفات الخاصة والعامة ويكفي زائر المريض ما يتجشمه من عناء المواصلات وإرتفاع قيمتها .
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين وفرج هم كل مهموم وازل كرب كل مكروب إنك على كل شيء قدير … وأقم الصلاة