نبض الوطن
احمد يوسف التاي
حوافز الحشود
تجمْهُر للعُمَد لصرف الأموال… هذا مدخل لعنوان يقول: أوامر لقادة الإدارة الأهلية بإخلاء أرض المعارض ببري، ويقول الخبر المثير للحزن والسخرية، والضحك في آن واحد : (طالبت الجهات المختصة قادة الإدارة الأهلية بإخلاء مقر أرض المعارض ببري ، وابلغتهم بانتهاء مدة التعاقد مع إدارة المعرض ، والثلاثاء الماضي حسب الخبر كانت الجهات المختصة وجهت قادة الإدارات الأهلية بإخلاء المقر، ويوم الأربعاء قامت بقطع الكهرباء والماء عنهم، ومنعت من كانوا بالخارج من الدخول إلى المقر مرة أخرى، وبحسب الخبر تم منح بعض العمد مبلغ “15” ألف جنيه ، وآخرين “3” آلاف جنيه، ويوم الخميس تجمهر عدد من العمد أمام أرض المعارض بعد تلقيهم وعوداً بالصرف، فيما وصلت قوات عسكرية للمقر)..أهـ.
هذا الخبر الذي أوردته “الانتباهة” بالطبع يتحدث عن نفسه ، ويسلط الضوء على مناطق العتمة والخلل ، ولا يحتاج إلى تعليقات كثيرة فهو يعلق على نفسه، وإن كان لابد من التعليق فأقول بعد الاطلاع على الخبر أدركتُ أن ثمة تطورات إيجابية قد حدثت في أدبيات سماسرة الحشود ، ففي السابق كان هناك تعتيم وتكتم حيث يستعصى على الصحافيين ونحوهم معرفة قيمة الدفع ، ولا أحد يعرف من دفع لمن ، وكم دفع إلا بمرور الزمن ، أو في حالة الخلافات، لكن يبدو أن التطورات التي حدثت مع ثورة الوعي أن هناك شفافية في عمل سماسرة الحشود ، حيث إن الصرف على الملأ وليست هناك أي دغمسة، شكراً لسماسرة الحشود، وشُكراً للمجلس العسكري ، وشكراً للعمد والنظار، وشكر خاص لإداراتنا الأهلية على هذه الشفافية التي افتقدناها طوال الثلاثين عاماً الماضية.
بالطبع لولا هذه الشفافية لما عرفنا أن الذين تم حشدهم بالأمس لدعم المجلس العسكري ، وتعهدوا بـ (الصَّبْ) حتى تشكيل الحكومة ، قد طُردوا وطُلب منهم إخلاء مقر المعرض بكل (شفافية)، ولولا هذه الشفافية لما علمنا أن يوم أمس الأول الخميس كان يوماً لصرف الحوافز ، ولما علمنا تجمهر عدد من العمد أمام أرض المعارض بعد تلقيهم وعوداً بالصرف….
بالمناسبة كنتُ أنوي توجيه نقد حادٍ لكنه موضوعي لرجالات الإدارة الأهلية التي فيما صُنع بها من استقطاب ، لكن هذا الخبر المحزن الذي عرض حالهم بكل شفافية أغناني عن أي نقد ، فقلت لنفسي كفاية كشف الحال دا، هم مُش ناقصين بعد كدي…. الـلهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.