عاد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي) وزعيم المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان الدكتور رياك مشار الى الخرطوم ظهر امس، بعد زيارة اجرياها الى جوبا عاصمة جنوب السودان، اتفق خلالها حميدتي مع الحركات المسلحة المعارضة السودانية (الجبهة الثورية) على بدء التفاوض الشهر القادم، بينما اجرى الدكتور مشار لقاءين وجهاً لوجه مع الرئيس سلفا كير ميارديت تناولتا سير تنفيذ اتفاق السلام المنشط، وعلمت (الإنتباهة) ان مشار سوف يغادر الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا الاسبوع القادم للمشاركة في اعمال قمة دول رؤساء (إيقاد) المقررة هناك، وفي ما يلي تفاصيل الاحداث الداخلية والدولية المرتبطة بدولة جنوب السودان:
حمدوك من جوبا
قال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إن البلاد تطمح إلى علاقات إستراتيجية راسخة مع الجارة جنوب السودان. ووصل حمدوك جوبا عاصمة جنوب السودان، برفقة عدد من الوزراء في زيارة تستمر يومين، وكان في استقباله نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني ايقا، ووزير رئاسة مجلس الوزراء مارتن ايليا لومورو، ووزير الخارجية اووت دينق اشويل. وقال حمدوك في تصريحات للصحافيين فور وصوله: نطمح الى علاقات استراتيجية راسخة متطورة بين شعبينا لا يحدها أى سقف. وأضاف قائلاً: سوف نعمل في هذه الزيارة خلال اليومين على وضع علاقات متميزة ومتطورة بين شعبينا. وألمح رئيس الوزراء الى أن الزيارة ستناقش قضايا التجارة بين البلدين بجانب ملفات النفط وحرية الحركة والتنقل للناس والبضائع. وأبدى حمدوك سعادته في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه الشهر المنصرم، قائلاً: سعيد بكوني في وطني الثاني جنوب السودان، كما وعدت أن أول زيارة لي بعد أداء القسم سوف تكون لجوبا. ومن جهته قال نائب رئيس جنوب السودان للصحافيين بمطار جوبا، إن حمدوك يعتبر الشخص الأمثل لقيادة شعب السودان في هذه المرحلة، فهو يمتلك الخبرة الكافية لإدارة الأوضاع خلال المرحلة الجديدة. وأضاف قائلاً: فخورون به (حمدوك) ولدينا معرفة قديمة حيث كان صديقا لنا في الحركة الشعبية منذ أيام الحرب الأهلية، كما أنه كخبير اقتصادي يمكن أن يضع معالجات حقيقية لكافة المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها بلدانا. كما التقى حمدوك برئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وبحث معه القضايا المتعلقة بالاهتمامات المشتركة بين البلدين، وكيفية تنفيذ اتفاقيات التعاون المشتركة التي وقعت عليها الحكومة السودانية السابقة التي كان يتزعمها الرئيس المخلوع عمر البشير، بجانب ملف السلام السوداني الذي ترعاه حكومة جنوب السودان.
اجتماع موسيفيني في كمبالا
وصفت المعارضة الجنوبية (سوا) لقاءهم مع الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني بالمثمر ويصب في مصلحة السلام ودعمه، وقال المتحدث باسم تحالف المعارضة الجنوبية (سوا) المكلف ستيفن لوال نقور ان اللقاء شمل قيادات التنظيمات الإساسية في تحالف (سوا) متمثلة في كل من رئيس التحالف جوزفين جوزيف لاقو ونائب الرئيس حسين عبد الباقي ودكتور لام اكول اجاوين وبنغازي باكسورو والجنرال بافينج منتويل والجنرال خالد بطرس، واوضح لوال ان التحالف يتكون من ثمانية تنظيمات سياسية وعسكرية معتمدة لدى (إيقاد) بما فيها حركتا قبريال شانقسون والراحل الجنرال بيتر قديت التي تعتبر المكون لتحالف المعارضة، نافيا وجود اي تحالف آخر يحمل اسم (سوا) خارج نطاق الاتفاقية، كما ليس هنالك عضوية خارج نطاق الاتفاقية المعتمدة لدى (إيقاد)، وقال ان حركتي SSUM و PDF قد تنصلتا عن التزامهما تجاه توحيد التحالف واستخدمتا الصراع وتأجيج الخلافات بغرض إنشاء تحالف غير معتمد لدى (إيقاد) وجلب اشخاص ليست لهم علاقة بالتحالف او التنظيمات الموقعة على اتفاقية السلام المنشطة بإديس ابابا، وطالب لوال تنظيمي قبريال تشانشونق وتنظيم الراحل بيتر قديت بالعودة الى حضن التحالف بدلاً من خلق الأزمات وشغل الرأي العام بقضايا انصرافية مثل تكوين تحالف خارج نطاق الشرعية. وناشد لوال التنظيمين بقيادة كل من تشانشونق وحركة قديت قبول العملية الانتخابية الجاري تنفيذها في منتصف هذا الشهر باعتبارها الفرصة الوحيدة لوحدة الصف في تحالف (سوا). وفي السياق نفسه صرح جوزيف بنغازي بأن الرئيس اليوغندي طلب تعيين مبعوث خاص يوغندي الى جنوب السودان خلال اجتماعه مع القادة الممثلين لتحالف (سوا).
احتجاز ثلاثة قيادات
قال أحد كبار الأعيان بمُخيم الأمم المتحدة لحماية المدنيين في عاصمة جنوب السودان جوبا، إن قوات البعثة الأممية مازالت تحتجز ثلاثة من القيادات المجتمعية داخل المخيم بعد إطلاق سراح الآخرين. وكانت بعثة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي قد قامت باحتجاز ثمانية من قادة المجتمعات داخل المُخيم، على خلفية تقارير تفيد بقيامهم بتحريض عدد من النساء والأطفال لتنظيم مظاهرات لضمان هروب شخص متهم. وقال قاتكوي ياك شول إن البعثة أطلقت سراح خمسة من القيادات خلال الأسبوع الماضي، لكنها مازالت تحتجز ثلاثة آخرين بينهم رئيس مجتمع الناصر في المُخيم. وكانت البعثة الأممية قد اتهمت بعض القيادات داخل المخيم بتجنيد شباب للانضمام إلى مجموعات المعارضة. وقررت أطراف اتفاق السلام ضرورة تدريب ما لا يقل عن 50٪ من عدد القوات لتكوين جيش موحد قبل نهاية شهر سبتمبر الحالي.
انتهاكات جديدة
قالت الآلية المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار في اتفاق السلام في جنوب السودان، إنها سجلت حالة اغتصاب وجريمة قتل ارتكبتهما القوات الحكومية والمعارضة المسلحة منذ مايو الماضي. وقالت الآلية في بيان لها إن قوات الحركة الشعبية في المعارضة المسلحة بقيادة مشار ارتكبت جريمة اغتصاب في منطقة كوك في مايو الماضي، بجانب مقتل حارس في سجن. وكشفت الآلية عن هجوم نفذته قوات جبهة الجنرال فول ملونق اوان على الفرقة الثالثة للجيش الحكومي في منطقة وارا أيان في 16 سبتمبر الجاري. وأكدت الآلية عدم تسجيل أية انتهاكات لوقف إطلاق النار من قبل الأطراف الموقعة على الاتفاق المنشط. وقالت إن عملية تنفيذ الفصل الثاني الخاص بالترتيبات الأمنية تسير ببطء، خاصة في ما يتعلق بعملية تجميع القوات، مشيرة الى أن قوات المعارضة المسلحة وصلت إلى تسع نقاط من نقاط التجميع، بينما وصلت قوات تحالف جماعات المعارضة (سوا) الى خمس نقاط. واشار البيان إلى ان موظفي المراقبة لم يشهدوا أي تحرك او وصول قوات حكومية لنقاط التجميع. وقال البيان إن عملية إخلاء الأماكن المدنية تسير ببطء وإن من بين 36 منشأة مدنية تم إخلاء ثلاث منها من قبل الجيش الحكومي، لكن قوات المعارضة المسلحة قامت بالاستيلاء على أربع منشآت ليرتفع العدد مجدداً إلى 37 منشأة مدينة غالبيتها ثكنات للقوات الحكومية حسب البيان. وعبرت الآلية عن شكرها للداعمين والشركاء لتقديم تسهيلات في الترتيبات الأمنية.
تعاون إسلامي مسيحي
اجرى المجلس الإسلامي لجنوب السودان مباحثات مع مجلس الكنائس لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم عملية السلام وخدمة استقرار المجتمع. وقال الأمين العام للمجلس الإسلامي لجنوب السودان، الشيخ عبد الله برج روال، إن المباحثات جرت في إطار التنسيق بين المجلس الإسلامي ومجلس الكنائس، حيث استقبل المجلس بمقره الأمين العام لمجلس الكنائس المطران جيمس أوين، وذلك للوقوف على أعمال اللجنة المشتركة بين المجلسين لمتابعة دور رجال الدين في عملية السلام. وأوضح روال أن هناك مؤتمراً مشتركاً بين المجلسين حول ظاهرة التشرد وكيفية معالجتها بالتعاون مع منظمة اليونيسف في مطلع أكتوبر المقبل.
مقتل مواطن في (واط)
قال مسؤول محلي إن مدنياً قُتل في تبادل لإطلاق النار مع مجموعة من جنود الحكومة في مقاطعة واط بولاية جونقلي، وقال محافظ مقاطعة وات ايزك بور روت إن الحادث وقع مساء الأربعاء الماضي عندما نصب شاب محلي مسلح كميناً لجنود الحكومة الذين كانوا يقومون بدورية في المقاطعة. وأضاف قائلاً: كان هؤلاء الجنود في دورية عندما نُصب لهم كمين من قبل شاب محلي، والجنود اطلقوا النار للتصدي للهجوم وأسفر ذلك عن مقتل الشاب، وفي عام 2018م ايضاً قُتل ستة جنود بنفس الطريقة. وأشار المسؤول المحلي إلى أن المنطقة هادئة، قائلاً إنهم أوضحوا لأقارب المتوفى الأسباب التي أدت إلى وفاته.
مقتل شخص في توريت
قتل شخص واحد على الأقل وأصيب أربعة آخرون بينهم امرأة في مقاطعة توريت الشرقية، عندما قام رجل بإطلاق النار على تجمع للمواطنين في مكان الرقص في قرية هافوريير. وقال الناطق باسم الشرطة في توريت ماثيو أوشان جاكوب، إن الحادثة وقعت في مكان الرقص عندما كان الشباب في حالة السكر، مبيناً ان الاعتداء أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة أربعة آخرين بجروح بينهم امرأة، أثناء تبادل النار دون أسباب واضحة. واوضح ان الشرطة قامت بفتح البلاغ لإجراء التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادثة. ومن جانبه أوضح السلطان مايكل موجانق أوبيل سلطان قرية هافوريري في حديثه أن الضحية يدعى سبت امانيا أوهوريا، قُتل أثناء عملية تبادل النار، كاشفاً أن من بين الجرحى شخص في حالة حرجة. وقال السلطان ان الجرحى الأربعة أصيبوا بطلق نارى عندما قامت أسرة الضحية بتنفيذ هجوم انتقامي على منزل أسرة الجاني. وأكد الشيخ ألكس شقيق الضحية قيامهم بمهاجمة منزل أسرة الجاني فور سماعهم خبر مقتل شقيقه، وأن الهجوم أسفر عن إصابة أربعة أشخاص. وأبان أنهم لا يعرفون حتى الآن أسباب الخلاف التي أدت إلى مقتل ابنهم. وبحسب الشرطة، يتلقي المصابون الأربعة العلاج في مستشفى توريت الولائي.
مقتل (4) تجار
أكدت السلطات المحلية في تونج بدولة جنوب السودان مقتل (4) تجار ونهب (76) رأساً من الماشية في مقاطعة اقوكا، وقال محافظ مقاطعة تونج جوزيف اني إن ثمانية تجار كانوا في طريقهم من مدينة تونج إلى يامبيو بأبقارهم تعرضوا لهجوم مسلح في مقاطعة اقوكا أسفر عن مقتل (4) منهم بجانب نهب جميع الأبقار التي كانت بحوزتهم، كاشفاً أنه أرسل قوات إلى مكان الحادث للقبض على المجرمين. وأضاف المحافظ أن (35) شاباً مسلحاً هاجموا ثمانية تجار واسفر الهجوم عن مقتل اربعة منهم، أما الآخرون فقد تمكنوا من الفرار وهم الآن بخير. وقال المسؤول المحلي إن المسلحين الذين ارتكبوا تلك الجريمة جاءوا من شويبيت التابعة لولاية قوك.