والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، ورئيس اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية، وفوق هذا وذاك هو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، (وإذا عرفنا أن المخلوع منحه رتبه العسكرية ومنحه قيادة الدعم السريع، ولكن لا نعرف من الذي منحه وظيفة النائب الأول لمجلس السيادة؟) فقد شاهدناه في زيارة إلى سوق المويلح للماشية وهو يتحدث بحزن عن ما يعانيه السوق من إهمال كبير وتردي في الخدمات التي تقدم للمصدرين ولماشيتهم وأن السوق يرفد الدولة بأموال طائلة من عائد التصدير ثم طلب من جهات لم يسمها الاهتمام بأسواق الماشية بالبلاد وخاصة سوق المويلح.
(1)
وهنا نحن نسأل بأي لسان يتحدث سعادة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة؟ هل بلسان مواطن قلبه موجوع ومفجوع بما يجري للماشية السودانية من (بهدلة وتلتلة واشأنة سمعة، فحتى تاريخ اليوم تم ارجاع عدد 42 باخرة ماشية من قبل السلطات السعودية) أم أن سعادة النائب الأول يتحدث بلسان وظائفه المتعددة؟ أم يتحدث بلسان شيخ السوق وكبيره؟ وهذا أمر غريب أن يتحدث النائب الأول بأكثر من لسان في وقت واحد!!
(2)
وكنت اظن جهلا مني أن كرة القدم فقط هي التي يقال فيها أن للنصر ألف أب وللهزيمة أب واحد أنتم تعرفونه؟ (وهسع اللاعب الفرنسي مبابي لما أضاع ضربه الجزاء أمام سويسرا في أمم أوروبا فما هو ذنب المدرب ديشان حتى ترموا اللوم عليه)؟ ولكن اتضح لي أن السياسة التي هي أيضا لعبة يجوز أن نقول فيها ان للنصر آباء شتى وللفشل أب واحد، ومن خلال حديث سعادة الفريق أول حميدتي عن تردي أوضاع الماشية وعدم وجود عناية بها نستشف أنه يعلق الجرس على رقبة الحكومة التنفيذية بقيادة دكتور حمدوك، وأنها مقصرة وأنها لم تقم بدورها تجاه المصدرين وماشيتهم وأن الحكومة لم تقم بتشكيل لجنة لمعرفة ودراسة الأسباب الحقيقية وراء ارجاع السعودية لبواخر الماشية، وكأنه يدرع المشاكل والأزمات فى رقبة عالم ليطلع منها سالم، بينما الحقيقة تقول أنهم كلهم شركاء في الحكم وشركاء في كل ما ينتج من ذلك الحكم من سياسات صائبة أو خاطئة ومشكلة تردي الأوضاع ليس في قطاع تصدير الماشية فقط بل في كل مناحي حياتنا فكلكم (مجلس سيادة مجلس الوزراء مجلس الشركاء) له سهم ونصيب في ذلك، فيا أيها النائب الأول لمجلس السيادة دع عنك حكاية رمي كرة الفشل على الآخرين وكأنك أنت الوحيد والمالك الحصري للنجاح بالبلاد بالمناسبة وطوال هذه الصاخة الاقتصادية التي يعيش فيها عامة الناس لم نسمع رأيك وأنت رئيس اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية وايضا حاجة كده اسمها غرفة السلع الاستهلاكية!!
(3)
فان ما تنفقونه من وقت في مبررات وتعليلات وكل طرف يلوم الطرف الآخر فلو انفقتم هذا الوقت الثمين في مراجعة تلك الأخطاء والسياسات غير الرشيدة لكان أفضل لكم وللعباد والبلاد.