صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حميدتي الدولار حا يرميك!!

25

أطياف

صباح محمد الحسن

 

حميدتي الدولار حا يرميك!!

في أسواق الخرطوم الطرفية تلك التي تبعد قليلاً عن عين الرقابة الصحية وحماية المستهلك ، تجد أن بعض الذين يسلكون الطريق الأسهل لكسب المال ينادون ببيع علاجات عشبية لأمراض كبيرة وخطيرة فتجد من ينادي بعلاج السرطان وعلاج الجلطة الدماغية وأخيراً علاج الكورونا ، وبالمقابل تجد من يشتري للأسف واكثر من غياب الرقابة قد يكون غياب الوعي والثقافة أوجع بكثير لذلك تجد ان خطورة العلاج أسوأ من المرض نفسه ، وخطر على بالي هذا السيناريو عندما استمعت لحديث الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي رئيس اللجنه الاقتصادية وهو يتحدث عن حلوله السحرية لمحاربة الدولار والحد من ارتفاعه الجنوني الذي أنهك الاقتصاد السوداني ، ويبدو أنني اخطأت فعلاً عندما أردت سماع شيء آخر من حميدتي غير الذي قاله ، ولكن ( الغريق يتمسك بالقشه ) فعشمي مستمر في أن تجد حكومتنا حلول ناجعة علها تخرج المواطن من هذه الضائقة اللعينة التي يمر بها فالرجل قال : ( إن مهمة اللجنة هو خفض الدولار وان زيادة المرتبات مقابل ارتفاع الدولار ماعندها معنى واي شخص بعرف زول تاجر دولار يبلغ عنو واضاف حنتصارع مع الدولار إما رميناهو أو رمانا ) .
وحقيقة والشهادة لله لو هذه خطة حميدتي رئيس اللجنة الاقتصادية لخفض الدولار وحل المشاكل الاقتصادية فيؤسفني أن اقول لحميدتي الدولار هو الذي سيرميك (شر رميه) ، فليس بهذه العقلية يعالج الاقتصاد هذه التصريحات لا تفيد إلا لجنود الدعم السريع لإنهاء عمليه ميدانيه لمكافحة أعمال شغب او حريق بالسوق العربي.
فالدولار لايهبط أبداً بمجرد هذه التهديدات الجوفاء للقضاء على مملكته التي تديرها مافيا تتحكم في الاقتصاد بعيداً عن وزير المالية ووزارته وادارته وبعيداً عن حميدتي ورجاله أم أن حميدتي يجرب ان يلعب بعقولنا وهو يوكل إلينا محاربة تجار الدولار عندما قال ( اي زول يعرف تاجر دولار يبلغ عنه ) وهل حميدتي لايعرف من هم تجار الدولار وهو أكبر الاشخاص الذين يتعاملون بالدولار في تجارة الذهب وبيعه خارجياً ، أيمارس حميدتي علينا كذبات البشير الذي يعلو المنصة ويقول لنا عليكم بالصبر ( الصحابة أكلوا ورق الشجر ) وهو الذي( أكل ) الأخضر واليابس هو وإخوته وأصهاره وزوجته شريكة النهب والخديعة، أيريد أن يعيدنا من جديد لمجتمع يصفق بغباء لمثل هكذا مسرحيات ساذجة.
فالرجل أليس بلجنته رجل يخبره أن الجانب العملي مهم جداً في ظل ظروفنا الإقتصادية الحالية فالنظريات الإقتصادية البكماء والتنظير الأبله لن يقودنا إلا إلى الهاوية ، فالإعتماد على الصادر من حبوب زيتية والصمغ العربي وصادر الثروة الحيوانية بشقيها (الحي والمذبوح) ومشتقاتها من جلود وغيره وكذلك صادر الذهب الذي يشكل رأس الرمح في معالجة المعادلة الاقتصادية وتوفير العملة الحرة بما يعادل كفة السلع والاحتياجات الواردة ويفيض ، والمنتجات الزراعية الأخرى التي غزت أسواق الخليج مؤخراً وبعض الأسواق الأوروبية ، وحتى يتعافى إقتصادنا من (الأنيميا الحادة) التي تعتريه و(فقر الدم) الذي يلازمه لا بد من وضع سياسات وقوانين تعمل على تشجيع الاستثمار الزراعي والصناعي ومشروعات البنى التحتية والعمل على خفض الدولار الجمركي حتى نستطيع أن نستقطب بهذه الآليات قدراً كبيراً من رأس المال الأجنبي وضخه في مشروعات التنمية المختلفة.
نحن بحاجة الى (فهم حالة اقتصادنا) لا معالجته فحميدتي إن لم يضع يده هو ولجنته على المشاكل الجوهرية للاقتصاد بمساعدة خبراء اقتصاديين او قيام المؤتمر الاقتصادي لتتم فيه دعوة خبراء من الداخل والخارج وبعد ان ترفع توصياتهم لحميدتي يمكن ان يصعد حميدتي الى منصة التصريحات والوعود ليخبر الناس بخطته لإسعاف الاقتصاد ، فإن لم يحدث ذلك لا يكون هناك فرق بين معالجته و تلك الأدوية التي تباع في سوق الله وأكبر … ويقسم البائع جهلاً إنها مجربة . !!
طيف أخير:
وغداً يصيرُ الحلمُ أمراً واقعاً
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد