(1)
• حديث خطير أدلى به نائب المجلس العسكري الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو في أحد تصريحاته ، مثبتاً بذلك عدم نجاح المجلس العسكري في أمر من صميم اختصاصاته ومن أصول اولوياته واهتماماته المباشرة، وذلك عندما قال ان هناك (فخ) نصب لهم في 3 يونيو أدى الى أن يفض الاعتصام بتلك الصورة (المشينة) التي أدت الى سقوط عدد كبير من الشهداء تجاوز المائة وأضعاف ذلك العدد من الجرحى.
• حميدتي أشار بصورة واضحة الى ان (الفخ) قصدت به قوات الدعم السريع والتى ظهرت في بداية الثورة بحالة جلية بانحيازها وقائدها للشعب والثورة ، ليقطع حبل الود الذي بدأ بين الشارع وقوات الدعم السريع بعد الأحداث الأخيرة والتى وصفها حميدتي بالفخ الذي نصب لهم.
• لا أدري كيف لقوات الدعم السريع وقائدها أن يقعوا في ذلك الفخ (البدائي) وهم ينتشرون في كل ولايات السودان ويملأون شوارع ولاية الخرطوم ويحرسون جسورها ومطاراتها وموانئها.. حدودها وحواشيها .. تلفزيوناتها وإذاعتها القومية.
• من هذا (الفخ) نقول اذا فشل المجلس العسكري في أمر امني وعسكري من جنس عمله واختصاصه ، فكيف للمجلس العسكري وهو بدون خبرات وخلفيات علمية كافية ان يدير الملفات المدنية – السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية في البلاد.
• الفخ الذي وقع فيه المجلس العسكري والذي قصد به (الدعم السريع) كما صرح حميدتي، يثبت ان إدارة البلد وحكمها يشرف عليه مجلس يقع في (فخ) يمكن اعتباره بالمكشوف والمعلوم ، وهو لا يحتاج الى عظيم جهد أو كبير حرص، فكيف سيكون حال المجلس العسكري وهو يتعامل مع ملفات خارجية اكثر تعقيدا وتركيبا ،وهي تتقاطع فيها مصالح الدول وتتناحر فيها منافعها.
(2)
• المجلس العسكري الآن يدخل في أضابير مختلفة لا يتملك لها خبرة ولا علما وهو يمكن ان يعرض مصالح البلاد للكثير من المخاطر في ظل غياب الحكومة المدنية والتنفيذية ذات الاختصاص المعني بتسيير تلك الضروب التي تحتاج الى الحصافة والدراية الكافية.
• السودان تتقاطع مصالحه مع العديد من الدول على المستوى الأفريقي والعربي ، بل ان السودان تنظر له أمريكا والدول الاوربية بعين تحتشد بالمطامع والخبث ، وهو في كل الأحوال يعتبر (مركزا) للأحداث ،له تأثير بالغ على محرك الأفعال في العالم كله.
• المجلس العسكري يدير ملفات لها تقاطعات خطيرة ويجسم على كل قضايا البلاد العسكرية والمدنية والاقتصادية دون ان تكون له مرجعية او خلفية قانونية.
• مثل هذه الأمور معنى بها أهل الاختصاص وأهل السياسة أدرى بشعابها.
• لقد دخل المجلس العسكري في كل تفاصيل الحياة في السودان وهذا أمر جد خطير.
• تخيلوا أن الامر بلغ ان يجتمع المجلس العسكري بقادة الاتحاد العام لكرة القدم في السودان واندية الهلال والمريخ واهلي شندي وغيرها من اندية الممتاز لعودة النشاط الرياضي.
• هذا اختصاص مدني خالص ، يجب ألا يتدخل فيه المجلس العسكري ، خاصة ان المجلس العسكري كل تدخلاته بالمال وهذا أمر يثبت ضعف فكر المجلس وهوان منطقه.
• شاهدنا جولات عديدة لنائب المجلس العسكري زار فيها الشرطة و الطيران المدني وبلغ حتى السجون متفقدا للمساجين ، وكان حميدتي في كل زياراته يعلن عن تبرعه بمرتب ثلاثة أشهر للعاملين في القطاع الذي يزوره.
• المجلس العسكري أعلن عن تبرعه بـ (8) مليارات جنيه لاندية الممتاز من أجل عودة النشاط ..وتقديم الدعم هنا تحت بند (التبرع) ، شيء خطير ويفتح باب التساؤلات والأقاويل..فالمجلس لا يمتلك مالا خاصا ليتبرع به للآخرين ، كما ان عودة النشاط الرياضي بهذا (التبرع) يعني غياب المؤسسية والقانون والمنطق!!.
(3)
• حماس حميدتي وربما طموحاته … الكارزيما التي يمتلكها الرجل قد تقوده الى (فخ) آخر يرسم له.
• انتبه!!.
• مثلما قال حميدتي بمرارة كبيرة بعد فض الاعتصام ان هناك فخاً نصب لهم ، نقول له إن هناك (فخ) أكثر خطورة ينصب لهم بعناية فائقة وتخطيط دقيق فليحذره حميدتي.
• احترس!!.
• ذلك (الفخ) الذي ينصب الآن لحميدتي تحديدا وللمجلس العسكري بصورة عامة، يعمل لدفع المجلس الى تشكيل حكومة كفاءات بعيدا عن قوى إعلان الحرية والتغيير صاحب النصيب والجهد الأكبر في ثورة ديسمبر.
• تشكيل حكومة تكنوقراط خالية من قوى إعلان الحرية والتغيير سوف يقود البلاد إلى الكثير من المخاطر والمهالك.
• هذه (فتنة) لن تسلم منها البلاد – نقول ذلك قبل أن يقع الفأس في الرأس ..ويقع المجلس العسكري في (الفخ) الذي ينصب له الآن بعناية فائقة وتخطيط دقيق.
• انتبهوا لذلك (الفخ)…فليس هناك خطر على المجلس العسكري أكبر من تشكيل حكومة تكنوقراط تتجاوز قوى إعلان الحرية والتغيير.