لا يستطيع عاقل أن ينكر على الشباب الذين يتظاهرون في الشارع، أن ينكر حقه في التظاهر ولا يستطيع شخص أن ينكر أن هؤلاء جميعاً يعيشون حالة من توقف الساعة عند أحلامهم وآمالهم والمستقبل أمامهم ضبابي ومعظمهم يعانون العطالة، والشغال فيهم ماهيته ما بتوصلو نهاية الشهر، وبعد ده كله تحاصرهم الأزمات والضياع وعدم وضوح المستقبل، وهي جريمة في حقهم، على الحكومة أن تعترف بأنها ارتكبتها، لذلك عليها أن تستوعب هذا الغضب وتقدره وتتفهم دوافعه، وعلى فكرة هؤلاء الشباب ورغم صغر سنهم، يملكون قدراً كبيراً من الوعي والنضوج السياسي الذي يستطيعون به أن يشكلوا مواقفهم السياسية، وهي مواقف تستحق الاحترام طالما أنهم يوجدون في ميدان التظاهر بوجوه مكشوفة وصدور مفتوحة وحناجر لا تعرف الخوف، لكن الغايظني وحارق دمي أولئك الذين يتاجرون بهذا الحراك الشاب ويعبئون الشباب ويغذونهم بشعارات الحقد والكراهية وهم )لابدين( في المدن البعيدة، يمارسون معارضة الحكومة بـ)المراسلة (، وقد أدمنوا الراحة وأرجلهم تعجز عن مرافقة الشباب ومجاراته في حواري أم درمان وبحري، وأجسادهم تعودت على الترطيبة وما بتقدر على هجير الشمس، وأنوفهم تشم ندى وعبق مدائن أوربا وما بتتحمل البمبان، هؤلاء كذابون يدفعون الشباب الغض للمواجهة، ويجلسون في الخلف منتظرنها تنجض عشان يتناولوها ساخنة، وكدي اليوروني ياتو ثورة اكتملت أركانها بالوكالة، والربيع العربي في مصر شكلت مشهده كل ألوان الطيف السياسي المصري، ونزلت إلى الميدان أسماء من الوزن الثقيل، قاسمت الشباب الهم واللقمة ورشفة الموية، وعندما تصاعدت الثورة في تونس تقدم الكبار صفوف التظاهرات وحموا الشباب من الصف الأول، وعندما انتفض الشعب الليبي قطع المعارضون تذاكر العودة إلى طرابلس، ودخلوا نص المعمعة، لكن ناس قريعتي راحت عايزين يكوعوا في أسرتهم الوثيرة وبعضهم لن يقوى على مفارقة مباهج الحياة ومتعتها وعايزين يناضلوا بالواتساب وصفحات الفيس، ونصف أحاديثهم كذب ونصفها الآخر وهم وخديعة، هؤلاء لا يخافون على هذا الوطن من الضياع، لا يخافون على الشباب من الموت، يحتفلون بكل جنازة وكأنها زفة عريس، لأنهم يعتقدون أن موت الشباب ح يولعها وسيوصلهم إلى غاياتهم، أتحداهم إن أرسلوا رسالة واحدة لتعزية أسرة فقدت فلذة كبدها في الأحداث الأخيرة، هؤلاء بلا ضمير ولا أخلاق لن يهمهم إن وصل الدم الركب وانفرط زمام الأمن والأمان وتحولنا إلى بلد ينعق فيها البوم، لذلك رسالتي للشباب أرجو أن تفهم كما أقصدها تماماً، أن ينتبهوا للشرك الذي تدفعهم إليه معارضة جبانة وانتهازية، وعليهم أن يتبرأوا منها ويعتزلوها أو يعزلوها، ورسالتي للحكومة أن تمنح هؤلاء الشباب المساحة الكاملة لتوصيل رأيهم وفكرهم ومطالبهم ولديهم من القيادات الشابة من يستطيع أن يتقدم المشهد ويوصل رأيه بكل صراحة وباللغة التي يختارها، لأن القبضة الأمنية ليست هي الحل الأمثل لحل قضايا هذا البلد الذي نتمنى ألا يرينا الله مكروهاً فيه، فهل نستمع جميعنا لنداء العقل والمنطق والوطنية.
{كلمة عزيزة
حسناً فعل الحزب الحاكم وهو يتبرأ من تصريحات “الفاتح عز الدين” غير المسؤولة التي تسببت في حالة من الغضب والاستياء، ومن هنا ولقدام، أرجو أن يضبط الحزب تصريحات عضويته وكفاية فوضى.
{كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.