تدخل بلادنا مرحلة مفصلية من تاريخ ثورتها المجيدة .. انتصرت إرادة شعبنا الباسلة في الشوارع ولم تلن أمام بطش الجلاد، وحين انحازت القوات المسلحة لخيارات الشعب في الثاني عشر من أبريل ظننا بأن مرحلة جديدة في طريقها للتخلق وانخرطنا في تفاوض مع المجلس العسكري بهدف نقل السلطة للمدنيين بأعجل ما تيسر، ولكن هذا المسار ظل يعطل تكوين السلطة الإنتقالية المدنية التي تعبر عن قوى الثورة، وها نحن ندخل شهرنا الثاني وآمال شعبنا في إكمال مهام الثورة تصطدم بحائط تعنت المجلس العسكري ووقوفه عثرة في طريق تحقيق مطالب الشعب السوداني.
إن الإضراب المعلن بواسطة قوى إعلان الحرية والتغيير ليومي الثلاثاء والأربعاء (٢٨-٢٩) مايو ٢٠١٩ هو حلقة جديدة من حلقات نضال شعبنا لإكمال مهام ثورة عظيمة لا محالة ستنتصر. إننا نثق في قدرة شعبنا على كتابة سطر جديد من كتاب التحرر الوطني كما فعل في السادس من أبريل الماضي، ونثق أن صوت السودانيين والسودانيات سيخرج موحداً عبر إضرابهم عن العمل ليسمعوا الكل بأن السلطة المدنية هي تتويج نضالات ثورتهم المجيدة وأنه لا مساومة في أهداف الثورة وغاياتها. سينتصر شعب السودان بسلميته ووحدته فهذه ثورة لم تولد إلا لتنتصر.
محمد حسن عربي
أمين الإعلام والناطق الرسمي بإسم حزب المؤتمر السوداني
