صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حزب الأمة .. صراع الجهات !

14

شهادتي لله
الهندي عزالدين
‏‏‏‏حزب الأمة .. صراع الجهات !

‏‏‏‏
معركة في غير معترك .. تلك التي يسعى لإثارتها بعض قيادات حزب الأمة القومي ، باعتراضهم واحتجاجهم بل وتخصيصهم اجتماعاً على مستوى عالٍ في المكتب السياسي بالحزب الكبير ، لمناقشة أمر لا يرقى للأهمية بالقياس إلى أزمات البلد ومشكلات حزب الأمة الداخلية ، ألا وهو استقبال اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” لشقيقته الدكتورة “مريم الصادق” في مطار الخرطوم فور عودتها للبلاد ، مساء )الجمعة( ، واصطحابه لها في سيارته الخاصة أو العامة !!
ماذا حدث بعد ذلك ؟ هل ذهبت “مريم” إلى دار حزب المؤتمر الوطني أو قصر الضيافة – مقر إقامة الرئيس “البشير” – أم قصدت دار حزب الأمة بشارع الموردة بأم درمان وخاطبت الجمع الذي احتشد هناك لاستقبالها ؟
يعلم الكافة أن “مريم” يممت شطر دار الأمة وألقت على منبره خطاباً ساخناً ، هددت فيه السلطة وتوعدت بأن عام 2019 هو عام الحسم .. وأن أوان الكلام انتهى !
إذن .. على بعض قيادات حزب الأمة القومي المتحسسة والمتوجسة من علاقة اللواء “عبد الرحمن” بشقيقته “مريم” ، لدرجة استنكارهم استقباله لها وخروجها معه في سيارة الدولة التي كان يقودها بنفسه ، بعيداً عن رجال الحراسة والمراسم ، عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويفتشوا ضمائرهم ، ويتأملوا ملياً في قول أشقائنا المصريين : )عمرو الدم ما يبقى مية( !!
غير أن الحقيقة غير الواضحة للبعض تشير إلى استمرار تجاذب وتقاطع تيارين رئيسيين في حزب الأمة ، تيار العقلانية والحوار السياسي وهذا يمثله نواب رئيس الحزب اللواء “فضل الله برمة ناصر” ، الفريق “صديق إسماعيل” والدكتور “إبراهيم الأمين” ، وتيار المواجهة والمصادمة وفيه أجنحة داخلية ، ففيه من هم أقرب لقوى )اليسار( وفيه من هم أقرب لحركات دارفور .
وبطبيعة حزب الأمة ومناطق نفوذه ومسارات انتشار عضويته ، تمثل ولايات كردفان ودارفور رقعة الولاءات التقليدية القديمة ، وبالتالي لابد من الانتباه جيداً داخل مؤسسات الحزب للخطوط الفاصلة بين قضايا الحركات المسلحة ورؤية حزب الأمة كحزب سياسي عريق يتخذ من الكفاح المدني وقواعد الديمقراطية طريقاً له في برنامج التغيير .
في ظل التقارب الوجداني في دواخل البعض بين الولاء لحزب الأمة والتعاطف مع حركات دارفور ، تنمو التوترات وتحدث الاحتكاكات بين قيادة الحزب ممثلة في الإمام “الصادق المهدي” و نائبته “مريم” وبعض قيادات الحزب ، انطلاقاً من إحساس )الريبة( تجاه علاقة النجل الأكبر لزعيم الحزب “عبد الرحمن” بالسلطة الحاكمة في البلاد ، كونه مساعد رئيس الجمهورية .
إن استقرار العمل السياسي وآليات الممارسة الديمقراطية داخل كل أحزابنا الوطنية يعني استقرار السودان على كافة المراحل والعهود ، وهذا ما نسعى إليه ونأمل في تحققه واقعاً يُرى بالعين المجردة .
فهلا تسامى بعضنا عن صغائرهم وأجنداتهم الصغيرة .. قبلية أو جهوية أو ذاتية ؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد