فشل اجتماع بين وفد التفاوض الحكومي في التوصل لاتفاق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (تسيطر على أكبر رقعة أرض في المنطقتين) على قضية الدين والدولة، وذلك في أول تفاوض جدي منذ بدء المفاوضات في عاصمة جنوب السودان جوبا منذ 10 أيام.
وبدأت في عاصمة جنوب السودان (جوبا)، العاشر من الشهر الحالي، مفاوضات ماراثونية بين وفد الحكومة السودانية المفاوض، وحركات مسلحة وتنظيمات جهوية ومناطقية، بيد أنها غرقت في قضايا إجرائية استغرقت أكثر من أسبوع من جولة التفاوض الثالثة.
وقال وزير العدل عضو الوفد الحكومي المفاوض نصر الدين عبد الباري، في تصريحات أعقبت اجتماعاً استمر ساعات بفندق «بالم آفريكا» بجوبا أمس، إن الوفدين بحثا قضية «علاقة الدين والدولة» مطولاً دون التوصل لاتفاق. وتسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، ويقودها عبد العزيز الحلو، على منطقة «كاودا» الحصينة في جبال النوبة بولاية جنوب كردفان وعدد من المناطق الأخرى في ولاية النيل الأزرق، وتعرف اصطلاحاً بـ«الأراضي المحررة» في المنطقتين.
وأوضح عبد الباري أن كلاً من الطرفين أوضح رؤيته دول الوصول لاتفاق، وتابع: «طرح كل طرف رؤيته، لكن للأسف لم نصل لاتفاق بشأن علاقة الدين بالدولة»، وأضاف: «لدينا رأي مختلف حول الدين والدولة، ولم نتوصل لنقطة مشتركة بشأن الدين والدولة والتشريعات، وسنواصل النقاش في أثناء الجولة الحالية من التفاوض».
وتتمسك حركة الحلو بالنص على «دولة علمانية» في السودان، تفصل الدين عن الدولة، وتقف على مسافة واحدة من كل الأديان، وتتيح حريات العبادة، وتحمي التنوع الديني والثقافي والإثني، فيما يقترح المفاوض الحكومي «دولة مدنية» تحقق المطلوبات كافة، دون النص على علمانية الدولة، لما يتوقع أن يثيره من حساسيات لدى الأغلبية المسلمة.
ويجري التفاوض في جوبا في 5 مسارات، هي «الوسط، والشمال، والشرق، ودارفور، والمنطقتين»، مع قوى مسلحة تمثلها حركات دارفور «العدل والمساواة، وتحرير السودان (بقيادة مني أركو مناوي)، والحركة الشعبية لتحرير السودان (جناح عبد العزيز الحلو وجناح مالك عقار)»، إضافة إلى تنظيمات مطلبية ممثلة للشرق والوسط والشمال.
ومن جهة أخرى، اتفق وفد الحكومة المفاوض وممثلو مسار وسط السودان على القضايا المطروحة كافة، وينتظر أن يوقع الطرفين اتفاقاً في غضون أيام.
وقال عضو مجلس السيادة السوداني عضو الوفد المفاوض ياسر العطا للصحافيين إنه اتفق مع ممثلي «مسار وسط السودان» على القضايا المطروحة كافة، وإن الطرفين سيوقعان اتفاقاً في غضون يومين.
وبحسب العطا، ساد جلسة التفاوض «حوار وطني شفاف بناء»، وسارت المباحثات بين الطرفين وفقاً للخطط الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في السودان. وقال ممثل مسار الوسط «التوم هجو» للصحافيين أمس إن «السلام أصبح مسألة وقت»، وإنهم يتمسكون بنهج الجبهة الثورية، ويقوم على كيفية حكم البلاد، وليس من يحكمها، وإن الجلسة تناولت قضايا تمس المواطنين جميعاً، وأضاف: «المسار له توجه قومي، وليس من أجل اقتسام السلطة أو المحاصصة السياسية».