صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

جريدة لندنية : تحالف معارض يحذّر من احتمال فض اعتصام الخرطوم بالقوة

11

حذّر تحالف للمعارضة السودانية، السبت، من أي محاولة لاستهداف ميدان الاعتصام المتواصل أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم.

وجاء ذلك في بيان صادر عن “تحالف قوى الإجماع الوطني” المعارض، أحد مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير.

ويرى التحالف في بيانه أن المجلس العسكري “يحاول تمرير أسباب واهية عبر خطط مكشوفة لدمغ (اتهام) ميدان الاعتصام السلمي بأنه أصبح وكرا للجريمة ويشكل خطرا على الثورة والثوار”.

وأضاف “أن لغة المجلس تشير إلى احتمال اتجاه المجلس نحو فض الاعتصام أو اختلاق أحداث ليمرر عبرها مخططه”. وشدد التحالف على أن “أي محاولة تستهدف ميدان الاعتصام والثوار يتحمل تبعاتها من يتبنون التصعيد ضد الثورة أيا كانت منصاتهم”.

كما حذرت قوى “إعلان الحرية والتغيير”، السبت، من عملية “التراخي المنظم” للأجهزة الأمنية في “عدم احتواء المجموعات الخارجة عن سلطة القانون”.

وجاء ذلك على لسان القيادي بهذا الائتلاف، محمد يوسف أحمد المصطفى، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الخرطوم. وقال المصطفى إن “فلول النظام السابق افتعلت إثارة المشاكل في شارع النيل أسفل الجسر الحديدي لتشويه صورة الثورة”.

قوات حكومية أغلقت شارع النيل بالخرطوم لتنفيذ خطة أمنية بمحيط مقر الاعتصام في المنطقة التي شهدت عمليات قتل

والخميس، أعلنت لجنة أطباء السودان، مقتل مواطن بطلق ناري في منطقة الصدر، “نتيجة تبادل إطلاق نار أسفل جسر النيل الأزرق بالخرطوم (بمحيط مقر الاعتصام)، من قبل القوات النظامية”.

وجدد القيادي بـ”الحرية والتغيير” تأكيده على أن “الثورة في البلاد سلمية، والتصرفات والممارسات الخاطئة أسفل الجسر الحديدي ليست من مسؤوليتها”.

وأضاف “العنف مرفوض وثورتنا سلمية، وهو شعارنا الرئيسي خلال الاحتجاجات في الفترة الماضية”. وشدّد على أن “الثورة لن تحيد عن السلمية ونرفض كافة أشكال العنف”. وأوضح المصطفى أن “هناك جهات لديها مصلحة في اندلاع العنف من أجل إثارة العنف والفتنة”.

وفي وقت سابق السبت، أغلقت قوات حكومية شارع النيل بالعاصمة الخرطوم، لتنفيذ خطة أمنية بمحيط مقر الاعتصام، في المنطقة الواقعة أسفل الجسر الحديدي المعروفة إعلاميا بـ”كولومبيا”، وشهدت مؤخرا عمليات قتل وإصابات.

والخميس، قتل مواطن بطلق ناري في منطقة الصدر “نتيجة تبادل إطلاق نار أسفل جسر النيل الأزرق بالعاصمة (بمحيط مقر الاعتصام) من قبل القوات النظامية”.وفي اليوم ذاته، أعلن المجلس العسكري أن ميدان الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم أصبح مهددا أمنيا وخطرا على تماسك البلاد.

المعتصمون تعرضوا لهجمات مسلحة
المعتصمون تعرضوا لهجمات مسلحة
لكن المحتجين يؤكدون مواصلة اعتصامهم متجاهلين تحذيرات الجيش، حيث أعلنت قوى “إعلان الحرية والتغيير”، السبت، تسيير مواكب إلى ميادين الاعتصام بالخرطوم وبقية مدن السودان في أول أيام العيد وأداء صلاة العيد بمقرات الاعتصام.

وكشف بيان قوى “إعلان الحرية والتغيير” عن جدول الفعاليات للأسبوع الأول من شهر يونيو الجاري. وأشار إلى “أن جدول الفعاليات الثورية للأسبوع الأول من يونيو نضال في طريق تسلم الحكم من قبل السلطة المدنية الانتقالية”.

وأوضح أن صلاة العيد ستكون بمقر الاعتصام بالخرطوم ومدن البلاد بمشاركة قيادة قوى إعلان الحرية والتغيير.

وحدد البيان الفعاليات على مدار الأسبوع من السبت وحتى الجمعة القادم. وشملت هذه الفعاليات مخاطبات وندوات سياسية ومواكب جماهيرية وعملا دعائيا للإضراب العام والعصيان المدني.

والجمعة، أعلن مصدر من قوى الحرية والتغيير في السودان، أن المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي ستُستأنف قريبا، بعد توقف دام أسبوع.

وقال إن “المفاوضات مع المجلس العسكري، المتوقفة منذ أسبوع، ستستأنف بين الطرفين في غضون الساعات المقبلة”. وأكّد المصدر أن “الطرفين سيعاودان الجلوس إلى طاولة المفاوضات قريبا”.

وفي وقت سابق، شارك المئات من الأشخاص في مسيرة داعمة للمجلس العسكري السوداني في الخرطوم حاملين صورا لجنرالات المجلس، فيما ردّد آخرون هتافات دينية.

المحتجون يواصلون اعتصامهم متجاهلين تحذيرات الجيش
المحتجون يواصلون اعتصامهم متجاهلين تحذيرات الجيش
وهتف المشاركون وغالبيتهم شباب في وسط الخرطوم “مئة بالمئة (حكم) عسكري”. وحمل بعض المشاركين لافتات عليها صور قائد المجلس العسكري الفريق عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو.

وردّد الكثير من المشاركين في المسيرة الداعمة للمجلس العسكري هتافات مؤيدة للشريعة ومناهضة للعلمانية. وهتف بعضهم فيما كانوا ينضمون لآخرين أمام المنصة “حرية، سلام، عدالة، الشريعة خيار الشعب”. وبقيت الأحزاب الإسلامية على الهامش خلال الاحتجاجات المناهضة للبشير في أرجاء السودان، لكنها عادت وأعلنت دعمها للجيش آملة في الإبقاء على الشريعة المطبقة في البلاد.

وأعرب أحد المؤيّدين للمجلس العسكري عن أمله في تضمين الشريعة الإسلامية في الخارطة السياسية للبلاد.

ويواصل الآلاف من السودانيين اعتصامهم منذ أبريل الماضي، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب المحتجين.

وأخفق كل من المجلس العسكري وقوى التغيير، الأسبوع الماضي، في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن نسب التمثيل في أجهزة السلطة، خلال المرحلة الانتقالية.

وتتهم قوى التغيير، المجلس العسكري بالسعي إلى السيطرة على عضوية ورئاسة مجلس السيادة، فيما يتهمها المجلس بعدم الرغبة في وجود شركاء حقيقيين لها، في الفترة الانتقالية.

وعزلت قيادة الجيش، عمر حسن البشير من الرئاسة في 11 أبريل الماضي، بعد ثلاثين عاما في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد