قلت أكثر من مرة ولازلت أقول إن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يحدث فقط في اعلي هرم الدولة دون أن تصيب قواعده هزة حقيقية تفرز الصالح من الطالح لأنه مستحيل أن نقوم بنظافة السطح والقاع ملئ بالقاذورات.
وخلوني أقول إنه جمعتني أمس محادثة مع أحد المسؤول ين عن ملف مهم وحساس جدا في مؤسسة كبيرة ومهمة حكى لي كيف أنه وجد نفسه بعد أن استلم هذا الملف محاطاً بأطنان من التجاوزات التي لاتخطئ ها عين وهي تجاوزات أسهمت بشكل كبير في عدم تطور ونهضة هذه المؤسسة، وأنه والحديث للرجل يعمل بي إيدينه وكرعينه لاستعدال هذه الصورة المقلوبة، وقلت له ياسيدي أنا أثق جداً في مسعاك النبيل لإحداث ثورة وتغيير وإصلاح ومحاربه الفساد، لكنني أخشى عليك من التيارات المضادة والمعاكسة صاحبة المصلحة في هذه الفوضى وهذا )اللهف واللقف ( وستجد نفسك محاطاً بقطيع من الذئاب ينهشون لحمك وتصبح كبش فداء لهم لأنهم حريصون حرصهم على الحياة في ألا يقترب أحد من مصالحهم أو يحد من أطماعهم التي لا تنتهي، وبالتالي فإن معركتنا الحقيقية ليست فقط مع ما يتخيله الناس من قطط سمان معروفة ومعلومة، المعركة الحقيقية هي الآن مع روافد لنهر الفساد العميق وهي روافد متعددة ومتمددة ، وتحتاج لعمل كبير وإرادة سياسية حقيقية وإصرار على أن يعود لهذا الشعب حقه في بلده، وهذا الطريق يبدأ بمراجعات لابد منها لكثير من الاتفاقيات وكثير من التعاقدات وكثير من التسهيلات التي تدر علي بعضهم أموالاً متلتلة ، ولا ينوب الخزينة العامة سوى الفتات، وهؤلاء هم من السبب الحقيقي لحالة الهزيمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وبالتالي سنظل ندور في فلك اللا حلول واللا معالجات، وسيظل الفساد كائناً حياً يعيش بيننا يتنفس هواءنا ويقاسمنا طعامنا وشرابنا وحتى أحلامنا ،
فيا سيدي رئيس الوزراء المهمة التي أمامك صعبة وعسيرة لكنها ليست مستحيلة بأي حال من الأحوال ،وهذا الغول المسمى فساداً مهما كبر أو تعاظم يمكن السيطرة عليه لأنه في النهاية كائن ظلامي لا يقوى على العيش في النور وتحت شمس الحق المشرقة ، ولن نتقدم خطوة طالما بلادنا مرهونة لأشخاص بعينهم هم كنار جهنم لا يشبعون ويصيحون هل من مزيد
كلمة عزيزة
تصاعدت أيام الاحتجاجات الأخيرة، تصاعدت نغمة الحوار الجاد مع الشباب باعتبار أنهم صناع هذا الحراك المهم وهذا الحوار يقفل الباب تماماً أمام أي انتهازية يقوم بها الذين يصعدون على أكتاف الثورات، لكنني ألاحظ أن هذه النغمة فد صمتت، وكأن المشكلة قد حلت من جذورها، وطبعاً هذا منطق غير صحيح ومجافٍ للحقيقة ولازال تحت الرماد وميض نار.
كلمة أعز
ما يحدث من هتك للقيم السودانية شيء مخيف وخطير، الاعتداء على الشباب المحتج من قبل السلطات أولد غبناً. وغضباً وكراهيةً، ولد هذا المستوى من المهاترات والبذاءات ، لابد من إيجاد حلول تسبقها إدانة لأي تجاوز من الطرفين.