لا تتردد كثيراً في أن تقنع نفسك ان راودك احساس أن بعض القضايا الملحة والمطالب التي يتبانها بعض الاشخاص او الجهات التي تنادي بالحقوق ماهي إلا كذبة (ابريلية) تصلح لكل شهور السنة ، تمضي أيامها وشعاراتها لكن تبقى عين التاريخ يقظة لتقف شاهداً على صناعتها وتزييفها وتدويرها في كل مرة من جديد، وكثيراً ماترفع الشعارات زوراً لقضايا صورية شكلية لا علاقة لها بالواقع ، وما أسوأ أن يتم تغليف هذه القضايا بهموم المواطن وحاجته واستغلال قضاياه الحقيقية للوصول الى هدف بعينه، ويلجأ البعض للعبة المتاجرة والمزايدة السياسية، للحد الذي يكون عريضة وطلبا للسخرية .
وتعافى رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الناظر سيد محمد الأمين تِرِك من وعكة ألمت به وعاد سالما لقبيلته، ولكنه لم يتعافى من وعكته السياسية المزمنة ،وممارسة اسلوبه في تحريك خيوط القضايا السياسية واللعب على حبالها بذات الأغراض الخفية بطرق يحسب انها ذكية ولكنها تكشف أن الناظر لا ينظر ابعد من حدود نظارته، ويظن أن الشعب السوداني كله يمثل اتباعه من قبيلته التي تكن له السمع والطاعة، بقناعة او بدونها في صحة وبطلان مايقول.
فالناظر ترك أكد أنّ الحكومة الحالية جادة في حل قضية الشرق، ودعا إلى منح الحكومة فرصة ومساحة ، وقال تِرِك في حوار مع (الصيحة)، إن الإغلاق الحالي للشوارع والمتاريس لإسقاط الحكومة فيه مهدد كبير جداً من المهددات الأمنية، وأضاف “إنت مثلاً داير تشيل الحكومة الحالية في طرف آخر لا يريد إسقاط الحكومة”، ودعا القوى السياسية ولجان المقاومة، وكل الحادبين على مصلحة البلاد إلى مراجعة هذه المواقف، وقال “لأننا نرى أن الإغلاق إذا استمر في المدن ولو أدى إلى إيقاف الشغل الذي يمضي في شرق السودان وأصبح عائقاً في مسألة المحادثات التي تُجرى بيننا وبين الحكومة، فأنا افتكر أن الشرق سيعود ثانياً إلى الانغلاق”. وأكد تِرِك أن حل الأزمة الراهنة يتمثل في قيام رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بتكوين مفوضية الانتخابات والمحكمة الدستورية والمجلس التشريعي والشروع في الإعداد للانتخابات، وتابع (كلها سنة).
وترك الذي كان يرى أن الحكومة التنفيذية التي تمثل الثورة لا تريد حلا لقضية الشرق واتهمها بالتباطؤ ووصل به السخط أن يرهن فتح الشارع بإسقاطها ، بل عمل على تحقيق ذلك بكل جد ونشاط، وبعد أن ذهبت الحكومة و(لم تحل مشكلة الشرق) فتح الطريق وهو الذي كان (متعجلاً) وقتها لحل القضية الفوري يجد الآن للمجلس العسكري العذر والسماح و( يعطيهم الفرصة والمساحة ) … (شفتو كيف).
ويبالغ ترك في هذيانه ويقول إن الإغلاق الحالي للشوارع والمتاريس لإسقاط الحكومة فيه مهدد كبير جداً ويعتبر من المهددات الأمنية، فهذا الحديث لو نافس به ترك عادل امام في مسرح مصر لدخل الجمهور في نوبة من الضحك ونال به نجومية المسرح أكثر من عادل أمام نفسه.
أليس ترك هو صاحب التصريح الشهير الذي هدد به حكومة حمدوك عندما قال ( إذا اغلقنا المواني يوم واحد البلد دي بتنتهي) ألم يقم ترك بإغلاق الشرق وهدد بذلك هذه البلاد وشعبها اقتصادياً وأمنياً، وأمسك الغذاء والدواء وخلق أزمة انسانية في المستشفيات وصفوف الخبز وفي حركة الأسعار تلك الازمات التي خلقت معاناة جوهرية جعلت حياة المواطن السوداني في خطر، ولم يهمه الأمر حتى حقق جميع أهدافه ومراميه، ومكن العسكر عندما أغلق الطريق وعبد وفتح لهم طريق الانقلاب على السلطة.
ولأن بُعد ترك عن لجان المقاومة بُعد المشرقين وأن أهداف المقاومة ومراميها لاتشبه أهدافه ومساعيه لهذا فإن النٌصح لهم بعدم إغلاق الشوارع باطل في فقه الثورة وجميع مذاهبها، وذلك بحكم اختلاف العقيدة السياسية والايمان بثورة ديسمبر المجيدة.
لكن هذه التصريحات وغيرها مما هو قادم من أفواه هؤلاء لن تكون هي نهاية ابتلاءاتنا ، لطالما أن الخيام تنصب يومياً لاتساع (السجادة الحمراء) حتى تستعرض الإدارة الأهلية هذه الايام آخر صيحات الموضة في التصريحات فنجومية ترك في طريقة الوقوف بعناية تحت الاضواء لن تقل عن نجومية التوم هجو التي قد تطفو بعد أيام بعد أيام او مني اركو مناوي ، فجميعهم بارعون في مسارح هذه المهرجانات في هذا الموسم الذي أعلن عن انطلاقة فعالياته المجلس الانقلابي، فالثورة والمتاريس هي التي تعلن النهايات والعبرة في الخواتيم .
طيف أخير
ترس الشمال…. الاعتقالات البائسة دليل ضعف ام قوة ؟!