صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تَحَفُّزْ في الحَديقة الخَلفِيَّة..!

9

هناك فرق

منى ابوزيد

تَحَفُّزْ في الحَديقة الخَلفِيَّة..!


لسنا مُوافقين على الدور الذي تلعبه قطر في السُّودان، الذي يمثل الحديقة الخلفية لمصر”.. أحمد أبو الغيط، وزير خارجية مصر الأسبق..!
قبل أيامٍ، دعا “معتز مطر” – الإعلامي المصري المُعارض لنظام الحكم في بلاده – مُواطنيه إلى إطلاق الصافرات أو الطرْق على الأواني، ليطمئن كل مُعارض لحكم الرئيس السيسي بأنّه ليس وحيداً. وقد شهدت تلك الحملة تفاعلاً كبيراً امتدّ إلى كتابة شعارها على أوراق العُملات النقدية، وانتشار مقاطع الفيديو التي تظهر تأييد الكثيرين لها، وفي مُختلف المُحافظات..!
لكن هذا الأمر سَبّبَ إزعاجاً لحكومة مصر التي اتّخذت حزمة تدابير صارمة للمُواجهة، فأصدر البنك المركزي تعميماً يمنع تداول تلك العُملات الورقية، وتمّ اعتقال عددٍ لا بأس به من أفراد أسرة “معتز مطر”. ثُمّ خرجت سيدة ادّعت أنّها والدته، وأعلنت براءتها من أفعاله. وبعد مُرور ما يكفي من الوقت، عادت لتقول إنّها ليست والدته، وإنّها أرادت أن تثبت أنّ ما يتم تداوله بكثافة على شبكة الإنترنت، ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً. وأغلب ظني أنّ ذلك الادعاء الكاذب كان مُحاولة – من الأجهزة الأمنية في مصر – لجس نبض الرأي العام في بلاده..!
لكنِّي لست أدري إن كان ذلك الإعلان الذي تمّ نشره في الموقع الرسمي لوزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، بشأن فتح عطاء دولي لاستغلال واستكشاف النّفط والغَاز، في بعض مناطق البحر الأحمر الخَاضعة للسِّيادة السُّودانية – لست أدري إن كَانَ ذَلك أيضَاً – مُحاولة مُشابهة من ذات الأجهزة الأمنية لجس النبض الإقليمي والدولي هذه المرّة، أم لا..?!
وقد كان لزاماً أن تُبلِّغ الخارجية السُّودانية، السّفير المصري احتجاج السُّودان على هذا الإعلان، وأن تُطالب مصر باحترام الوضع القانوني لمثلث حلايب، لأنّ ذلك الإعلان لا يضمن أيِّ حُقُوق لمصر في مثلث حلايب، وفقاً لنصوص القانون الدولي. ومن الطبيعي – والحال كذلك – أن يُطالب نُوّاب البرلمان باستدعاء وزير الخارجية للإجابة على أسئلتهم، واطلاعهم على الموقف الرسمي. فالأمر ليس مزاحاً، ومُحاولات جس النبض في مثل هذه الأحوال، هي عملٌ – أخرق – لو تعلمون عظيم..!
والذين يتساءلون عن توقيت هذا التّجاوز المصري، نُحيلهم إلى ما قال به البروفيسور “أبو القاسم قور”، رئيس لجنة الشّكاوى بحُقُوق الإنسان، في مَعرض إجابته على سؤال الزميل “النذير دفع الله”، في حِوَارٍ نُشر بهذه الصحيفة، يوم أمس..!
إذ، في رده على سُؤالٍ بشأن كم وكيف الخسائر التي وقعت على السُّودان جَرّاء دعاوى انتهاكات حُقُوق الإنسان، قال السيد “قور”: إنّ السُّودان قد تعرّض لأكبر وأبشع أنواع الإذلال بسبب ملف حقوق الإنسان، لأنّ بعض الجهات تُمارس إرهاباً حقوقِيَّاً على السُّودان..!
وإن جاز لنا أن نضيف شيئاً – على ذلك – نقول: إنّ بعض الدول تُحاول – أحياناً – أن تستثمر ذلك الإرهاب الحُقُوقي، إضافةً إلى الاحتقان الداخلي الراهن، للضغط على حكومة السُّودان، من أجل تَحقيق ما تَطمح إليه من مصالح، مُطمئنةً إلى افتراضها ضعف موقف الحكومة، وساعيةً إلى تحقيق مكاسب لشُعُوبها على حساب حُقُوق شعب السُّودان.. ولكن “هيهات”..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد